نشوء البيان

دراسات قرآنية لغوية تاريخية آثارية

لماذا سُميّت علقة؟

خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) العلق

خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ (5) الحج

 ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً (14) المؤمنون

خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا (67) سورة غافر

ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) القيامة

 

اكتشف العلم الحديث أن أصل الجنين يبدأ بالانغراس و(التعلق) بجدار الرحم في آخر أسبوعه الأول، حتى ينغرس فيه تماماً خلال أسبوعين.  فاندفع متسرعون ليثبتوا للعالم أن القرآن قد سبق العلم الحديث بألف وأربعمئة سنة، فقالوا أن القرآن سمّى هذا الطور من الجنين باسم (علقة) لنفس السبب الذي اكتشفه العلم وهو أن الجنين يتعلّق بجدار الرحم.

والعجيب أن مثل هذا الكلام سبق إليه قبل بضعة قرون القمي النيسابوري (المتوفى: 850هـ) كما في تفسيره [والعلقة وهي قطعة الدم الجامد لأنها إذ ذاك تعلق بالرحم][1].

والحقيقة أن القرآن لم يقصد ذلك. وسنعرف سبب تسمية العلقة البسيط من خلال الموضوع.

 

 

السبب الصحيح لتسمية العلقة

القرآن عندما ذكر أطوار خلق الإنسان، خاطب الناس بما ألفوه وعرفوه ورأوه. فمثلاً ذكر لهم أن البداية كانت (التراب، الطين) وهو شيء معروف مشاهد للناس. وذكر (النطفة) وهو طور معروف مشاهد للناس. وذكر طور (الطفل) وهو معروف ... وهكذا. كذلك عندما ذكر القرآن طور (العلقة)، فإنه ذكر لهم ما عرفوه وشاهدوه.

وقد يسأل سائل: كيف عرف الناس العلقة قبل زمن العلم الحديث وقبل زمن اختراع المجاهر الحديثة وتقدم علم الأجنة؟ والجواب بسيط، وهو أن النساء منذ أن خلقهن الله وهن يتعرضن (لإجهاض وإسقاط)[2] الجنين، خاصة في الأشهر الأولى لأسباب كثيرة [العلقة والمضغة تلقيهما المرأة][3]. فقد تسقط المرأة جنينها في أي وقت (في أي طور من أطواره). فمثلاً قد يسقط الجنين وهو في طور العلقة، وقد يسقط وهو في طور المضغة، ... وهكذا. كما شاهد الناس أيضاً (إجهاض الجنين) يحدث مع أنعامهم[4] وقد يرون أجنتها حين يذبحونها. فكان الناس يرون ذلك الجنين الآدمي أو الحيواني الذي سقط من رحم أمه في أطوار مختلفة [يشاهدون ذلك أحيانا فيما تلقي به الرحم][5]. فمرة يرون ذلك الجنين قد سقط وهو علقة [فإذا طرحته علقة/ بإسقاط العلقة][6]، [لو ألقت المرأة العلقة/ ألقَتْ علقةً][7]، [فألقت حملها علقة][8]، ومرة يرونه قد سقط وهو مضغة [أسقطت مضغة/ أسقطت علقة أو مضغة/ أَلْقَتْ مُضْغَةً][9]، ومرة يرونه قد سقط وهو شبه تام، وهكذا. فالأمر مشاهد معروف لدى الناس منذ القدم ومنذ ما قبل نزول القرآن، فلا يحتاج الناس إلى أن ينتظروا زمن العلم الحديث ليكتشف لهم أن جرثومة الجنين الأولى تنغرس وتتعلق في الرحم، ولا يحتاجون إلى أن ينتظروا زمن اختراع المجاهر الحديثة الدقيقة ليشاهدوا تلك الجرثومة الجنينية تفعل ذلك.

 

لماذا سمّوها علقة؟

وأما سبب تسمية العرب لذلك الطور بالعلقة فهو لأن المرأة التي أسقطت جنينها في تلك المرحلة، نظرت إلى تلك القطعة الساقطة منها، ثم لمّا لمستها وجدتها (تعلق) بيدها أي تلصق، فسمّتها بطبيعتها وتكوينها وصفتها اللزجة وهو التعلق واللصوق (باليد). أي أن تلك القطعة (العلقة) فيها لزوجة، لأنها قطعة رخوة هلامية غير متماسكة ببعضها إلا تماسكاً ظاهرياً. فهذه القطعة (العلقة) كأنها (عجين رخو) أو كأنها (عصيدة) أو كأنها (سمن متجمد) أو كأنها طين لازب (خُلُب). فهي قطعة ضعيفة رخوة متلاصقة ببعضها برطوبتها ولزوجتها ولكنها غير متماسكة. وإذا عبثت بها الأصابع تفرقت تلك القطعة (العلقة) وتقطعت بسهولة والتصقت بالأصابع وتعلقت بها[10]. فهذه القطعة (العلقة) مضمومة إلى بعضها عن طريق اللزوجة والرطوبة لا غير. فالعلقة ليس فيها تقريباً نسيج حقيقي يربط بين الخلايا الموجودة فيها (أو أن أنسجتها قليلة أو بدائية بالغة الضعف)، وإنما خلايا العلقة مجموعة ببعضها عن طريق اللزوجة لا غير[11]. فالعلقة مجرد خلايا متجمعة متكتلة على بعضها (كأنها قطعة دم متجمد متجلط متخثر)، ومن السهل تفتيتها وفصلها عن بعضها لأنها لا ترتبط فيما بينها إلا عن طريق التعلق ببعضها باللزوجة والرطوبة. ولذلك إذا تلامس معها أي شيء (كالأصابع أو غيرها) تعلقت به بسهولة.

وأما إذا أسقطت المرأة جنينها وهو في طور (المضغة)، ثم لمست المرأة تلك القطعة الساقطة (المضغة)، فسوف تجدها لا تلصق بيدها ولا تتفرق ولا تتقطع، بل ستجدها متماسكة ببعضها كأنها قطعة لحم[12] (بسبب كثرة وجود الأنسجة التي ربطت ومسكت الخلايا ببعضها، كأنها ثوب منسوج)، فسمتها مضغة.

صحيح أن العلقة من التعلق، ولكن العرب القدماء لم يسمّوها علقة لأنها تتعلق بجدار الرحم. وإنما من التعلق ببعضها، أو بغيرها كأصابع[13] الإنسان إذا لمستها وعبثت بها، أو بأي شيء يتلامس معها.

ومن مشاهداتهم وتجاربهم الحسية سمّى العرب أشياء أخرى باسم العلقة. فمثلاً الدم الغليظ[14] أو الجامد[15] أو القِطَع[16] منه، سمّوه علقة أيضاً لأنه يعلق بالشيء[17] كاليد إذا لمسته أو لأنه يعلق ببعضه البعض[18]. وكذلك سمّى العرب الطين[19] أو الخلب، باسم علقة لنفس السبب (لأنه يعلق باليد، كعلقة الرحم). وكما سمّوا ذلك الدم وذلك الطين بالعلقة، كذلك لنفس السبب سمّوا تلك القطعة الصغيرة التي سقطت من الرحم باسم العلقة (من تعلقها ببعضها أو بغيرها).

وكذلك سمّى العرب دويبة مائية (دودة) بالعلقة[20]، من تعلقها بالأشياء. فقيل لأن هذه الدودة (العلقة) تعلق بحلق[21] أو لسان أو بدن الذي شرب من الماء الراكد الذي توجد فيه، خاصة الحيوانات. وبعضهم تسرّع متحمساً لما اكتشفته مجاهر العلم عن شكل الجنين المبكّر، فاعتبر المتسرع شكل الجنين في ذلك الطور يشبه[22] هذه الدودة (التي تسمى علقة)، فجعل القرآن يقصد أنه سمّى علقة الرحم بتلك العلقة (الدودة). وليس الأمر كذلك.

وأما التفسير التراثي المعروف أن العلقة دم متجمد[23] فهو وصف أو تشبيه جيد، ولكنه غير دقيق تماماً. فالعلقة المجهضة تشبه في شكلها قطعة الدم المتجمد، ولكنها في الحقيقة ليست كلها دماً بل يوجد فيها بالإضافة إلى الأوعية الدموية خلايا بدائية كثيرة غير متماسكة (غير ذات أنسجة أو أنسجة قليلة وضعيفة) متلاصقة ببعضها عن طريق الرطوبة واللزوجة مع بقايا من بطانة الرحم والمشيمة وأشياء أخرى.

والعلقة نستطيع أن نقول بشكل تقريبي أنها تلك المادة الجنينية التي قبل التشكل وقبل ظهور الملامح البشرية (التخلق) أو التصوير. فإذا بدأت الملامح البشرية في الظهور والتشكل (بدأنا نرى آثار تخلق الإنسان)، فهذا طور المضغة المخلقة وغير المخلقة. فلعل هذا هو معنى قوله تعالى [مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ (5) الحج]، أي أن المضغة هي ذلك الطور الذي يبدأ فيه رؤية ما يشبه الإنسان (كأن المضغة هي التي بعضها قد تخلّق، وبعضها ينتظر تخلّقه). فنستطيع أن نقول على وجه التقريب أن العلقة هي تلك المادة قبل التشكل (التخلق) وقبل ظهور ملامح الإنسان (لا نستطيع أن نرى في العلقة ما يشبه الإنسان). وهذا يبدو أنه يكون خلال الشهر الأول. فإذا بدأت الملامح الإنسانية في الظهور (بدأ التخلق) فهذه مضغة بلا شك (نستطيع أن نرى فيها ما يشبه الإنسان). وهذا يبدو أنه يكون خلال الشهر الثاني. فالمضغة كأنها (منتصف الطريق) بين الجنين الذي ليس فيه تخلق (ليس فيه ملامح الإنسان) أو العلقة، وبين الجنين الذي اكتمل تخلقه (فيه كل الملامح البشرية) في نهاية الشهر الثاني أو منذ بداية الثالث.

ولو بحث أحدنا في الانترنت عن صور[24] الإجهاض في الشهر الأول وبدايات الشهر الثاني، لرأى أن ما يخرج يشبه قطع الدم المتجمد الداكن وكأنها قطعة من الكبد. ويتراوح حجم هذه القطعة من حجم بنانة الإصبع (بطول واحد سنتيمتر أو اثنين) إلى أكبر قليلاً من ذلك.  وأما في خلال الشهر الثاني فقد تكون لا تزال علقة، أو قد تصبح مضغة نرى فيها آثار بدايات ملامح الإنسان (صورة الإنسان).

 

قد يعترض معترض ويقول ...

هذا الكلام لا يصلح. فيقول: أن ذلك الذي أسقطته الحامل في شهرها الأول أو بدايات الثاني، ورأته بوضوح، ليس هو العلقة التي يقصدها القرآن. ويقول المعترض موضّحاً: العلقة التي قصدها القرآن (لا) يمكن أن نراها إلا بالمجاهر الحديثة المتطورة، أو أنها صغيرة جداً (الجنين الذي عمره شهر يبلغ حجمه أو طوله واحد ملّي تقريباً). فكيف إذن استطاعت التي أجهضت هذه العلقة أن ترى علقة طولها مليمتراً واحداً أو أقل؟

 والجواب بسيط، وهو أن هذا الإشكال ليس حقيقياً، لأنه لا يوجد إلا في عقل المعترض الذي افترض أن العلقة بالقرآن ليست إلا ذلك الجنين (فقط) المتناهي في الصغر والذي لا يرى إلا بالمجهر.

فالحقيقة أن العلقة التي قصدها القرآن ليست فقط ذلك الجنين الذي طوله مليمتراً واحداً أو أقل، وإنما هي كل ما نشأ وتكوّن في الرحم (من أشياء جديدة خلقها الله بعد الحمل) تتبع وتخص وتحوي ذلك الجنين لتكوينه وإحيائه وتغذيته والحفاظ عليه. فالعلقة هي كل هذه الأشياء التي خلقها الله من أجل الجنين، والتي يجب أن تخرج كلها من الرحم إذا حدث إجهاض.

وأما افتراض أن العلقة هي فقط ذلك الجنين (الذي يصعب على العين رؤيته) فهذا ليس الا افتراض افترضه المعترض.

ونستطيع أن نرى خطأ افتراض المعترض عن العلقة (التي افترض أنها الجنين فقط)، من خلال طور النطفة. فطور العلقة (الإنسان كان علقة)، ينبغي أن نفهمه في الواقع مثل ما نفهم طور النطفة (الإنسان كان نطفة). فالعلم الحديث اكتشف أن حيواناً منوياً واحداً فقط هو المسئول عن خلق الإنسان وليس (كل النطفة) التي فيها ملايين الحيوانات المنوية مع السائل الذي تسبح فيه (نحو 100 مليون حيواناً منوياً في كل مليلتر). ومع ذلك عبّر القرآن عن هذا الطور بالنطفة. فلماذا لا يستطيع أحد أن يقول أن القرآن قصد بالنطفة (فقط ذلك الحيوان المنوي الوحيد) الذي تسبب في تلقيح البويضة والذي منه وحده فقط تكون الجنين؟ لماذا لا يقول المعترض أيضاُ أن النطفة لا يمكن أن نراها إلا بالمجاهر؟

 كل النطفة هي طور حسب القرآن والإنسان كان نطفة (رغم أن المسئول عن خلق الإنسان هو حيوان منوي واحد فقط لا يرى إلا بالمجاهر القوية الحديثة). وإذن ينبغي أن نفهم العلقة كما فهمنا النطفة. فإذا شاهد الناس النطفة (التي لا يُرى فيها الحيوان المنوي) كذلك هم شاهدوا العلقة (التي يصعب أن يرى فيها الجنين).

فالإنسان كان نطفة (رغم أن النطفة فيها ما لا يحصى من الحيوانات المنوية ورغم أن الإنسان من حيوان منوي واحد فقط)، وكذلك الإنسان كان علقة (رغم أن الجنين الذي منه الإنسان ليس إلا جزء صغير جداً من هذه العلقة).

فالله سبحانه العليم اللطيف لا يريد أن يعقّد علينا الأمور فيخبرنا بالأشياء الدقيقة المعقدة التي تحصل في الرحم وإلا انفجرت أدمغة الناس التي لن تستوعب شيئاً. الله فقط يريد أن يذكّر الانسان بأصله وأحواله (أطواره) القديمة بأسلوب بسيط سهل كما عرفها وشاهدها: أنه كان نطفة (يعرفها الناس) ثم منها صار علقة (يعرفها الناس) ثم منها صار مضغة (يعرفها الناس) ...ثم صار طفلاً (يعرفه الناس) ... وهكذا. الله يريدنا أن نؤمن أن هناك خالقاً يفعل كل هذا، وأن يد الخالق تخلق هذا الإنسان الضعيف وتشكّله بكل لطف ورحمة وحكمة من حال إلى حال، دون أن يدخلنا الله في تعقيدات الخلق التي لن نطيقها ولن نستوعبها ولن نحيط بها أبداً. فالقرآن جعله الله بسيطاً سهلاً يخاطب به الناس بما يعرفونه ويفهمونه.

 


[1] وتابعه القاري (المتوفى: 1014هـ) في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح [يصير خلقه علقة لأنها إذ ذاك تعلق بالرحم].

[2] ذكر موقع طبي أن من بين كل خمس نساء حوامل، تسقط واحدة منهن جنينها.

[3] المجموع شرح المهذب -النووي: قال أصحابنا والدفن لا يختص بعضو من علم موته بل كل ما ينفصل من الحي من عضو وشعر وظفر وغيرهما من الأجزاء يستحب دفنه وكذلك توارى العلقة والمضغة تلقيهما المرأة وكذا يوارى دم الفصد والحجامة

[4] تهذيب اللغة: إِذا أَلْقَت الناقةُ ولدَها قبل أَن يَستبِين خَلْقُه قيل: أَجْهَضَتْ

[5] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن: وقوله: من علق، وهو جمع علقة، وهي القطعة من الدم، كالعرق أو الخيط بيان على قدرته تعالى، وذلك لأنهم يشاهدون ذلك أحيانا فيما تلقي به الرحم، ويعلمون أنه مبدأ خلقة الإنسان.

[6] تفسير القرطبي: النطفة ليست بشيء يقينا، ولا يتعلق بها حكم إذا ألقتها المرأة إذا لم تجتمع في الرحم، فهي كما لو كانت في صلب الرجل، فإذا طرحته علقة فقد تحققنا أن النطفة قد استقرت واجتمعت واستحالت إلى أول أحوال يتحقق به أنه ولد... وقال الشافعي: لا اعتبار بإسقاط العلقة

[7] تهذيب الأسماء واللغات- للنووي: قولهم في نجاسة العلقة وجهان: هي العلقة التي هي أصل الإنسان يعني: لو ألقت المرأة العلقة ففي نجاستها وجهان/تفسير ابن رجب الحنبلي: وإنْ ألقَتْ علقةً: فلا نفاسَ لها فيه

[8] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن: فذهب مالك إلى أن من ضرب بطن حامل، فألقت حملها علقة فهو ضامن دية العلقة ضمان الجنين، فتلزمه غرة، أو عشر دية الأم.

[9] تفسير ابن عطية: العلماء اختلفوا في أم الولد إذا أسقطت مضغة لم تصور هل تكون أم ولد ...  المضغة غير مخلقة وطرح النساء إياها/ بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع: أسقطت علقة أو مضغة/ روضة الطالبين وعمدة المفتين: ولو أسقطت مضغة/ شرح النووي على مسلم: إِذَا أَلْقَتْ مُضْغَةً أَوْ عَلَقَةً/ البناية شرح الهداية: أما لو ألقت مضغة ولم يبن فيه شيء من خلقه/ المدونة: قال مالك: كل ما ألقته المرأة الحرة من دم أو مضغة أو علقة أو شيء مما يستيقن النساء أنه ولد/ الشرح الكبير على متن المقنع: ما تقول في الأمة إذا ألقت مضغة أو علقة؟ قال تعتق

[10] تفسير ابن فورك (المتوفى: 406هـ): العلقة: القطعة من الدم؛ لأنها تعلق بما يمر به لظهور أثرها فيه / تفسير الماوردي (المتوفى: 450هـ): العلقة قطعة من دم رطب سميت بذلك لأنها تعلق لرطوبتها بما تمر عليه / التبصرة ـ ابن الجوزى: قوله تعالى (ثم خلقنا النطقة علقة) والعلقة دم عبيط جامد وسميت علقة لتعلقها بما تمر به فإذا جفت فليست علقة/ [عمدة القاري شرح صحيح البخاري- العيني: العلقة الدم الجامد الغليظ سميت بذلك للرطوبة التي فيها وتعلقها بما مر بها/ قوله " علقة " بفتح اللام قال الأزهري في التهذيب العلقة الدم الجامد الغليظ ... والقطعة منه علقة وفي المغيث هو ما انعقد وقيل اليابس كأن بعضه علق ببعض تعقدا ويبسا]/ سلسلة التفسير لمصطفى العدوي: قال تعالى: {خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ} [العلق:2] (العلق) : جمع علقة، وهي قطعة الدم المتماسك، وأطلق عليها علقة كما قال فريق من المفسرين: لأنها تعلق بأي شيء تمر به، فهي قطعة دم إذا رميت مثلاً على التراب فإنها تلتقط التراب، وتلصق بالشيء الذي تمر به، وتعلق بها الأشياء/

[11] كأنها مجموعة خيوط مضمومة إلى بعضها ولكنها غير منسوجة ببعضها، أي لم تصبح بعد ثوباً منسوجاً

[12] تاج: وقالَ الأزْهَرِيُّ: إذا صارَتِ العَلَقَةُ الّتِي خُلِقَ منْهَا الإنْسانُ لَحْمَةً فهِيَ مُضْغَةٌ/ حياة الحيوان الكبرى - الدميري: والعلقة ...  فإذا استحال بعد، فصار قطعة لحم فهو مضغة.

[13] أيسر التفاسير للجزائري: علقة أي قطعة دم جامدة تعلق بالإصبع لو حاول الإنسان أن يرفعها بإصبعه

[14] مختار الصحاح للرازي: العَلَقُ الدم الغليظ والقطعة منه عَلَقةٌ /

[15] العين: العَلَقُ: الدَّمُ الجامِدُ قبلَ أن يَيْبَسَ والقِطعةُ عَلَقَةٌ

[16] تهذيب اللغة – الأزهري: وقال الليث: الوَرَق: الدم الذي يسقط من الجِراح عَلَقا قِطعا / تاج العروس: وفي حديث ابن أبي أوفى: أنه بزق علقة، ثم مضى في صلاته أي قطعة دم منعقد.

[17] مقاييس اللغة: والعَلَق: الدم الجامد، وقياسُه صحيح، لأنَّه يَعْلَقُ بالشيء؛ والقطعة منه عَلَقة.

[18] غريب الحديث للحربي: عَنْ الأَصْمَعِىِّ يُقَالُ للِدَّم الجَامِد العلق وَهُوَ مَا علق بعْضُهُ بِبِعضُ/.

[19] القاموس: العَلَقُ، مُحرَّكةً: .. والطينُ الذي يَعْلَقُ باليَدِ/ نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: وكذا الطين الذي يعلق باليد يسمى علقاً/ معجم ديوان الأدب: الخُلُب: الطّينُ/ غريب الحديث للخطابي: الخلب: الطين اللزج

[20] العين: العَلَقَةُ: دُوَيَّبةٌ حمْراءُ تكونُ في الماء تُجْمَعُ على عَلَق

[21] مقاييس اللغة: العَلَقة: دويْبة تكون في الماء، والجمع عَلَق، تَعْلَق بحَلْق الشَّارب/الموسوعة القرآنية: العلق دود يتعلق بالحلق/ تاج العروس: والعَلَق: دُوَيْبَّة وهي دُويْدَةٌ حمراءُ تكونُ في الماءِ تعْلَقُ بالبَدَن وتمُصُّ الدّمَ

[22] تفسير ابن كثير: فصارت علقة حمراء على شكل العلقة مستطيلة / دروس للشيخ سعيد بن مسفر: وتنتقل من مرحلة النطفة إلى مرحلة العلقة فتصير لحمة على شكل علقة، والعلقة: دابة تعيش في المياه الراكدة، يعرفها أهل القرى، وسميت علقة؛ لأنها تعلق في ألسنة المواشي والبقر إذا شربت من الماء، ولقد رأيتها بعيني مثل تلك العلقة بالضبط التي أخبر الله عنها

[23] شرح الأربعين النووية - عطية بن محمد سالم (المتوفى: 1420هـ): والعلقة كما يقول جميع المفسرين: قطعة دم جامدة، أو دم متجلط متجمد

[24] صور الإجهاض المبكر في الشهر الأول وخلال الثاني موجودة بكثرة في الانترنت خاصة المواقع الأجنبية. ولم أستطع أن أرفق بعض هذه الصور في الموضوع رغم فائدتها في الشرح والتوضيح لمعنى العلقة والمضغة. وذلك لأن مشاهدة هذه الصور قد تثقل على النفس فتشمئز من رؤيتها وتنزعج. ومن يستطيع أن يتحمل مشاهدة هذه الصور فهي مفيدة لفهم العلقة والمضغة.


حامد العولقي