نشوء البيان

دراسات قرآنية لغوية تاريخية آثارية

ولكم فيها جمال

وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) النحل

فُسّر الجمال بالزينة (ولتراجع التفاسير المعروفة فيه). ولكن هذا احتمال آخر أضيفه (وقد يكون خطأ).

أظن معنى (جمال) بالآية هو أن الإنسان يُجْمِلُ (يجمع، يلم، يحزم، يكدس، يضم، يكوّم، ...)[1] أمتعته وأغراضه اليومية (ولا أقصد السفر) المختلفة وأثاثه على ظهر دابته (الخيل والحمير والبغال والجمال). ولولا ذلك لاضطر مثلاً إلى أن يذهب إلى حقله بقطعة متاع واحدة في كل مرة. وبذلك تبعثرت وتفرقت أدوات عمله اليومية وأضاع الوقت والجهد إذا أراد جلب أداة أخرى أو إرجاعها. ولكن مع وجود الدابة يكون لمّ الشعث وجمع الأثاث وضم الأمتعة وتكديسها كلها على ظهرها سواء أثناء الذهاب للعمل وفي الإياب منه. هذا بالإضافة إلى نقل الأمتعة اليومية جملة مرة واحدة فقد يراد بكلمة "جمال" بالآية أيضاً عمليات الجرّ والرفع وأداء الأعمال الإنشائية المختلفة والطاقة العضلية (جمل القوة) كالنواعير والسني.

 

 

 



[1]/ تاج العروس: وجَمَلَ يَجْمُلُ جَمْلاً : إذا جَمَع/ اللسان: والجُمْلة واحدة الجُمَل والجُمْلة جماعي الشيء وأَجْمَل الشيءَ جَمَعه عن تفرقة/ أدب الكتّاب - ابن قتيبة الدينوري : و " هذا جِمَاع الأمر " - بكسر الجيم - أي: جملته.