نشوء البيان

دراسات قرآنية لغوية تاريخية آثارية

Untitled 1
Untitled 1

عبد الحميد الكاتب

قال المسعودي في مروج الذهب: عبد الحميد بن يحيى الكانب. وكان كاتبه عبد الحميد بن يحيى بن سعد صاحب الرسائل والبلاغات، وهو أول من أطال الرسائل، واستعمل التحميدات في فصول الكتب، واستعمل الناسُ ذلك بعده.

فأظن أن الناس لقّبوه بلقب (عبد الحميد)، لأجل التحميدات التي قيل أنه كان أول من استعملها وأكثر منها في الرسائل.

 

المقتطف من أزاهر الطرف - ابن سعيد المغربي الأندلسي (المتوفى: 685هـ): الطبقة الأولى: [ترسيل القدماء من كتاب المشرق)] عبد الحميد من يحيى إمام الكتاب الذى اخترع التحميدات فى صدور الكتب والتصرف فيها بالفصاحات والبلاغات وهو إمام الكتاب.

 

صبح الأعشى في صناعة الإنشاء - القلقشندي (المتوفى: 821هـ): الأسلوب الرابع (أن تفتتح المكاتبة بخطبة مفتتحة بالحمد لله). وأصل هذه المكاتبة مختلس من الأسلوب الأوّل من قولهم: فإنّي أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. ثم جاء عبد الحميد بن يحيى كاتب مروان بن محمد، آخر خلفاء بني أميّة، فأطال التحميدات في صدور الكتب مع الإتيان بأما بعد، وتبعه الكتّاب على ذلك، ثم توسّعوا فيه حتّى كرّروا الحمد المرّات في الكتاب الواحد، لا سيما في أماكن النّعم الحادثة، كالفتوحات ونحوها؛ ثم توسّع بعض الكتّاب في ذلك حتّى جعل الحمد لله افتتاحا، واستمرّ ذلك إلى الآن. ... ولا خفاء في أنّ الحمد أفضل الافتتاحات، وأعلى مراتب الابتداآت، وإن لم يقع الابتداء به في صدر الإسلام، فهو من المبتدعات المستحسنة. وحيث افتتحت المكاتبة بالحمد لله كان التخلّص منها إلى المقصود «بأما بعد» ؛ وربما وقع التخلّص بغير ذلك، ويكون الاختتام فيها تارة بالسلام، وتارة بالدّعاء، وتارة بغير ذلك. قال ابن شيث في «معالم الكتابة» : والتحميد في أوّل الكتب لا يكون إلا في الكتب المكتوبة عن السلطان. قال: وغاية عظمة الكاتب أن يكرّر التحميد ثانية وثالثة في الكتاب، ثم يذكر الشهادتين والصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. قلت: والتكرار في الحمد يكون بحسب مقدار النعمة المكتوب بسببها من فتح ونحوه.

حامد العولقي