نشوء البيان

دراسات قرآنية لغوية تاريخية آثارية

Untitled 1

قالوا الحكمة هي القرآن

 

تفسير مقاتل بن سليمان (المتوفى: 150هـ): وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ يعني القرآن، وَالْحِكْمَةَ يعني المواعظ التي فِي القرآن من الحلال والحرام والسنة

تفسير الطبري (المتوفى: 310هـ): وقوله: "وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة"، ... والحكمة"، يعني: وأنزل عليك مع الكتاب الحكمة، وهي ما كان في الكتاب مجملا ذكره، من حلاله وحرامه، وأمره ونهيه، وأحكامه، ووعده ووعيده

تفسير الماتريدي (المتوفى: 333هـ): وقال الحسن: (الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ): واحد، وهو على التكرار؛ كقوله: (تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ)، وهما واحد./ تفسير الماتريدي : وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ) عن الحسن: النور والكتاب واحد، وكذلك ما قال في قوله: (الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) هما واحد./ وكذلك اختلفوا في قوله: (وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)، وقوله: (لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ): قال الحسن: الكتاب والحكمة: واحد؛ اسم شيء، وهو القرآن.... وقَالَ بَعْضُهُمْ: الكتاب: هو التنزيل، والحكمة: هي المعنى المودع فيه؛ فمن يقول: إن الكتاب والحكمة واحد، وهي القرآن يقول في قوله: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ): القرآن/ وقوله: (وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ... وقوله: (وَالْحِكْمَةِ)، اختلف فيه:...وقيل: (الحكمةالقرآن، وهو من الإحكام والإتقان، كأنه قال - عَزَّ وَجَلَّ -: " اذكروا ما أعطاكم من الفقه والإصابة والكتاب المحكم والمتقن .."./ وقوله: (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ). يعني القرآن: ...وقوله: (وَالْحِكْمَةَ) قيل: الفقه، يقول: يعلمهم الكتاب وما فيه من الفقه. وقيل: الحكمة ما فيه من الأَحكام من الحلال والحرام....وقال الحسن: الحكمة: هي القرآن؛ أَعاد القول به. يعني تكرارًا.

 

تفسير السمرقندي (المتوفى: 373هـ):  وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ، أي القرآن وَالْحِكْمَةَ، أي مواعظ القرآن من الحلال والحرام.

الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري (المتوفى: نحو 395هـ): قال اللَّه: (وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ) فالكتاب القرآن، والحكمة ما فيه من وجوه التحليل والتحريم ومعرفة الشريعة كلها، ... ومثله: (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)....

 

تفسير الثعلبي (المتوفى: 427هـ): وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ ...مقاتل: هي مواعظ القرآن وما فيه من الأحكام وبيان الحلال والحرام./ وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ يعني القرآن، وَالْحِكْمَةِ يعني مواعظ القرآن والحدود والأحكام.

الهداية الى بلوغ النهاية - مكي بن أبي طالب (المتوفى: 437هـ):{وَمَآ أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الكتاب والحكمة}. يعني القرآن.

تفسير الماوردي (المتوفى: 450هـ): {وَيُعَلِّمُكُمُ الْكَتَابَ} فيه تأويلان: ... {وَالحِكْمَةَ} فيها تأويلان: أحدهما: السنّة. والثاني: مواعظ القرآن.

 

الوجيز للواحدي (المتوفى: 468هـ):ويعلمهم الكتاب والحكمة} أَي: القرآن/ {وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ} يعني: القرآن {والحكمة} مواعظ القرآن

 

تفسير السمعاني (المتوفى: 489هـ):{ويعلمكم الْكتاب وَالْحكمَة} وَقد ذكرنَا. وَقيل: الْحِكْمَة السّنة، وَقيل: مواعظ الْقُرْآن.

المفردات في غريب القرآن - الراغب الأصفهانى (المتوفى: 502هـ): وإذا وصف به القرآن فلتضمنه الحكمة، نحو: الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ [يونس/ 1]

 

تفسير البغوي (المتوفى: 510هـ): وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ، يَعْنِي: الْقُرْآنَ، وَالْحِكْمَةَ، قَالَ مُجَاهِدٌ: فَهْمَ الْقُرْآنِ، وَقَالَ مُقَاتِلٌ: مَوَاعِظَ الْقُرْآنِ وَمَا فِيهِ مِنَ الْأَحْكَامِ./ وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ، يَعْنِي: الْقُرْآنَ، وَالْحِكْمَةِ، يَعْنِي: السُّنَّةَ، وَقِيلَ: مَوَاعِظُ الْقُرْآنِ

تفسير الرازي (المتوفى: 606هـ): قال في البقرة: وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة [البقرة: 231] يعني مواعظ القرآن وفي النساء: وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة [النساء: 113] يعني المواعظ ومثلها في آل عمران/ ويعلمهم الكتاب والحكمة، والكتاب: ما يتلى من الآيات، والحكمة: هي الفرائض، ...وقيل: الكتاب الآيات نصا، والحكمة ما أودع فيها من المعاني

تفسير الخازن (المتوفى: 741هـ): واذكروا نعمته فيما أنزله عليكم مِنَ الْكِتابِ يعني القرآن، وَالْحِكْمَةِ يعني السنة التي علمها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وسنها لكم. وقيل: المراد بالحكمة مواعظ القرآن

 

بصائر ذوي التمييز- الفيروزآبادى (المتوفى: 817هـ): وإِذا وُصِفَ القرآن بالحِكْمَةِ فلتضمُّنه الحكمة نحو {الر تِلْكَ آيَاتُ الكتاب الحكيم}/ وأَمّا الحكيم فقد ورد فى القرآن على خمسة أَوجه:... الرّابع: بمعنى القرآن العظيم المبيّن لأَحكام الشَّريعة {يس والقُرْآنِ الحَكِيمِ} .

 

تفسير النيسابوري (المتوفى: 850هـ): ما يروى عن مقاتل، أن الحكمة في القرآن على أربعة أوجه: أحدها مواعظ القرآن وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ [البقرة: 231]...

 

الكليات - أبو البقاء الحنفي (المتوفى: 1094هـ): {وَمَا أنزل عَلَيْكُم من الْكتاب وَالْحكمَة} يَعْنِي: مواعظ الْقُرْآن/

روح البيان -إسماعيل حقي (المتوفى: 1127هـ): وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ فالكتاب هو القرآن والحكمة هى الحقائق والمعاني والاسرار التي أدرجت فى آياته ثُمَّ فُصِّلَتْ اى بينت لقلوب العارفين تلك الحقائق والحكم مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ أودع فيها الحكمة البالغة التي لا يقدر غيره على ايداعها فيها وهذا سر من اسرار اعجاز القرآن خَبِيرٍ على تعليمها من لدنه لمن يشاء من عباده

تفسير الألوسي (المتوفى: 1270هـ): ومَنْ في قوله تعالى: مِنَ الْكِتابِ وَالْحِكْمَةِ بيانية، والمراد بهما القرآن الجامع للعنوانين/ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ [البقرة: 129] لتبادر إلى الفهم عدّ الجميع نعمة واحدة وهو السر في التعبير عن القرآن- بالآيات- تارة- وبالكتاب والحكمة- أخرى رمزا إلى أنه باعتبار كل عنوان نعمة على حدة قاله مولانا شيخ الإسلام/ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ أي القرآن الجامع بين العنوانين/ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ بأن يفهمهم ألفاظه....وَالْحِكْمَةَ أي وضع الأشياء مواضعها، أو ما يزيل من القلوب وهج حب الدنيا، أو الفقه في الدين، أو السنة المبينة- للكتاب- أو- الكتاب- نفسه، وكرر للتأكيد اعتناء بشأنه

 

تفسير المنار - محمد رشيد رضا (المتوفى: 1354هـ): (ويعلمكم الكتاب والحكمة) ... وأما الحكمة: فهي العلم المقترن بأسرار الأحكام ومنافعها، الباعث على العمل، وفسرها بعضهم بالسنة. (أقول) : وهو غلط فإنها أطلقت على بعض نصوص الكتاب كالعقائد والفضائل والأحكام الإيجابية والسلبية بدليل قوله تعالى بعد الوصايا المقرونة بعلل الأمر والنهي من سورة الإسراء: (ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة) (17: 39) وفي سورة لقمان أن الله آتاه الحكمة وذكر منها وصاياه لابنه المعللة بأسباب النهي (راجع 31: 12 - 19 الآيات) فحكمة القرآن أعلى الحكم، وتليها حكمة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها)) رواه الشيخان من حديث ابن مسعود، وفي بعض رواياته: ((فهو يعمل بها ويعلمها الناس)) وفي لفظ من حديث ابن عمر ((القرآن)) بدل ((الحكمة)) .

 

التحرير والتنوير -ابن عاشور (المتوفى: 1393هـ): وقوله: وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة ... والكتاب: القرآن. والحكمة: العلم المستفاد من الشريعة، وهو العبرة بأحوال الأمم الماضية وإدراك مصالح الدين، وأسرار الشريعة، ... ومعنى إنزال الحكمة أنها كانت حاصلة من آيات القرآن كما ذكرنا، ومن الإيماء إلى العلل، ومما يحصل أثناء ممارسة الدين، ....

 

مناهج المفسرين -منيع بن عبد الحليم محمود (المتوفى: 1430هـ): «ويعلمهم الكتاب والحكمة» الكتاب القرآن، والحكمة هي القرآن أيضا، جمع بين الصفتين لاختلاف فائدتهما كما يقال: الله العالم بالأمور كلها، القادر عليها.

 

 

 

آيات أخرى وآثار ذكرت فيها الحكمة

التصاريف لتفسير القرآن -يحيى بن سلام القيرواني (المتوفى: 200هـ): الوجه الرابع: الحكمة يعني القرآن ظاهرا وعلم تفسيره وذلك قوله في البقرة: {وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ} يعني العلم بما في القرآن وقراءته ظاهرا {فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً}. الوجه الخامس: الحكمة يعني القرآن وذلك قوله في سورة النَّحل: {ادع إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بالحكمة} يعني بالقرآن.

تفسير عبد الرزاق (المتوفى: 211هـ):{يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 269] قَالَ: " الْحِكْمَةُ: الْقُرْآنُ

سنن الدارمي (المتوفى: 255هـ):  كان يقال: إن الله ليريد العذاب بأهل الأرض، فإذا سمع تعليم الصبيان الحكمة، صرف ذلك عنهم " قال مروان: يعني بالحكمة: القرآن

النفقة على العيال لابن أبي الدنيا (المتوفى: 281هـ): سمعت ثابت بن العجلان، يقول: إن الله عز وجل ليريد أهل الأرض بالعذاب فإذا سمع أصوات الصبيان يتعلمون الحكمة صرفه عنهم قال مروان: الحكمة القرآن

تفسير التستري (المتوفى: 283هـ): وسئل عن قوله: وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ، قال: روى أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «القرآن حكمة الله عزَّ وجلَّ بين عباده .... عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «القرآن حكمة ...وقال مجاهد وطاووس : الحكمة القرآن، كما قال في النحل: ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ [النحل: 125] يعني القرآن.

تهذيب الآثار مسند ابن عباس - الطبري (المتوفى: 310هـ): وقد تأولت جماعة من أهل التأويل من الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين الحكمة في قول الله تعالى ذكره: {يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] أنها القرآن، ...وذلك أن القرآن حكمة، أحكم الله عز ذكره فيه لعباده حلاله وحرامه، وبين لهم فيه أمره ونهيه، وفصل لهم فيه شرائعه، فهو كما وصفه به ربنا تبارك وتعالى بقوله: {ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر حكمة بالغة} [القمر: 5] 

الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري (المتوفى: نحو 395هـ): والحكمة في القرآن على خمسة أوجه:.... الخامس: القرآن، قال: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) يعني القرآن ونظيره: (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ) ويجوز أن يكون المعنى في قوله: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ) القرآن، وغيره من الكلم المرشدة الزاجرة، وكل ذلك تسمى حكمة/ (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) قالوا: يعنى العلم بتفسير القرآن، ويجوز أن تكون الحكمة القرآن نفسه، ومصداق ذلك قوله تعالى: (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ).

 

التفسير الوسيط للواحدي : حكمة بالغة يعني: القرآن حكمة تامة، قد بلغت الغاية

 

نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر -ابن الجوزي (المتوفى: 597هـ): وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْحِكْمَة فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: -أَحدهَا: الموعظة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَمَر: {حِكْمَة بَالِغَة فَمَا تغن النّذر} . ...وَالْخَامِس: الْقُرْآن، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {أدع إِلَى سَبِيل رَبك بالحكمة}. وَالسَّادِس: عُلُوم الْقُرْآن، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {يُؤْتِي الْحِكْمَة من يَشَاء}.

مدارج السالكين - ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ): : الحكمة في كتاب الله نوعان: مفردة. ومقترنة بالكتاب. فالمفردة: فسرت بالنبوة، وفسرت بعلم القرآن. قال ابن عباس رضي الله عنهما: هي علم القرآن: ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه. ومقدمه ومؤخره. وحلاله وحرامه. وأمثاله. وقال الضحاك: هي القرآن والفهم فيه. وقال مجاهد: هي القرآن والعلم والفقه.

 

بصائر ذوي التمييز- الفيروزآبادى (المتوفى: 817هـ): وأَمَّا الحِكمة ... وقد وردت فى القرآن على ستَّة أَوجهٍ:...الثانى: بمعنى القرآن والتَّفسير والتأْويل وإِصابة القول فيه {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً} ....الخامس: آيات القرآن وأَوامره ونواهيه {ادع إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بالحكمة والموعظة الحسنة}.

 

تفسير النيسابوري (المتوفى: 850هـ): ورابعها القرآن يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً [البقرة: 269]

فتح الباري لابن حجر (ت 852هـ): {ادْع إِلَى سَبِيل رَبك بالحكمة} يَعْنِي بِالْقُرْآنِ/ فيحمل على أن المراد بالحكمة أيضا القرآن/ واختلف الشراح في المراد بالحكمة هنا فقيل القرآن كما تقدم/ قوله الحكمة اللام للعهد لأن المراد بها القرآن على ما أشرنا إليه قبل/ ورجل آتاه الله الحكمة وقد مضى شرحه مستوفى هناك وأن المراد بالحكمة القرآن

 

تفسير السعدي (المتوفى: 1376هـ):  {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} والمراد بآيات الله، القرآن. والحكمة، أسراره. وسنة رسوله.

 

شرح صحيح البخارى لابن بطال : وذلك أن القرآن حكمة أحكم الله فيه لعباده حلاله وحرامه، وبَيَّن لهم فيه أمره ونهيه، فهو كما وصفه تعالى فى قوله: (وَلَقَدْ جَاءهُم مِّنَ الأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ) [القمر: 4، 5]/أَيْضا فَيحمل على أَن المُرَاد بالحكمة أَيْضا الْقُرْآن، فَيكون بَعضهم رَوَاهُ بِالْمَعْنَى. وَقَالَ جمَاعَة من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ فِي قَوْله تَعَالَى: {يُؤْتِي الْحِكْمَة من يَشَاء وَمن يُؤْت الْحِكْمَة} الْآيَة (الْبَقَرَة: 269) . إِن الْحِكْمَة الْقُرْآن.

المنتخب في تفسير القرآن الكريم: فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) / فى هذه الليلة المباركة يُفَصَّل ويُبيَّن كل أمر محكم، والقرآن رأس الحكمة، والفيصل بين الحق والباطل، ولذا كان إنزاله فيها./تيسير التفسير للقطان:وفي هذه الليلة المباركة يفصِل الله كل أمر محكَم، والقرآنُ رأس الحكمة