نشوء البيان

دراسات قرآنية لغوية تاريخية آثارية

Untitled 1

اسم عنترة

عنترة

اشتهر الفارس عنترة بالشجاعة [قالت عبيلة إذ رأتني ... لله درك من شجاع][1]. ولو نظرنا في كلمة (عنتر) نفسها من الناحية اللغوية لوجدنا فيها معنى الشجاعة: عنتر[2] أي شجع في الحرب، والعَنْتَر الشجاع[3]، والعنترة الشجاعة[4] في الحرب. [والعنتريس: الشجاع/ تهذيب اللغة].

 ويبدو أن (عنتر) بالنون و(عتر) من دون نون، هما من أصل واحد: فالعتار[5] أيضاً (الشجاع). والعنترة والعتورة فيهما معنى الشدة[6]. كذلك فيهما معنى الاهتزاز والاضطراب (معنى الشجاعة في جذر عتر وعنتر من هذا الاهتزاز)[7].

واشتهر الفارس عنترة بالطعان[8] وشدّته حجَّارٌ رأى طعني فنادى تأَنى يا بنَ شدَّادِ تأَنى][9]، ولو نظرنا في فعل (عنتر) لوجدنا معنى الطعن [وعَنْتَره بالرمح طعَنَه][10]. فهذا الطعن هو أحد اشتقاقات اسمه. فاسم عنتر متعلق بخوض الحروب وكثرة القتال [سلِ المشرفي الهندواني في يدي، يخبرك عني أنني أنا عنتر][11]، [ولا كلُّ منْ خاضَ العجاجةَ عنتر][12].

فنرى أن تسمية عنترة ليست اعتباطية، ولكنها تسمية تصف صاحبها تماماً (الشجاعة والطعان وشدته). وسُمّي أحدهم (عنتر) وكان اسمه يطابق حاله [وكان من أشجع الناس يوم صفين][13]، بالإضافة إلى أنه مرتبط بالحرب (محاربي).

  

 

نون عنترة

تردد اللغويون في نون اسم عنترة، فمنهم من جعلها أصلية[14] (وهذا يوحي بالأصل القديم الذي ظهر في النقوش القديمة بالنون مثل: إنانا، عنت، عنات، عنتو، عنثيت، عنث، عنثرتا، عنترت، ... ).

وآخرون جعلوا النون زائدة[15] (وهذا يوحي بالأصل القديم الذي ظهر في النقوش القديمة بدون نون مثل: عثتر، عثترم، عثترت، عستر، عسترم، إشتار، إشدار، عشتار، عشترت، عثر، عتر، استارتي، عسترتة، اسثرث، اسثر، عسثرت، عسثرث، عسثردت، أستير، ...).

وفي الحقيقة (عنتر) و(عتر) متقاربان في كثير من المعاني. ومثلهما جذر (عسل)[16] فيه معنى الاهتزار (ومنه اسم عسل النحل، لاهتزازه وتلويه واضطرابه أثناء انصبابه وانسكابه)، وكأنه لهجة في عتر.

وأظن الأصل بالنون، إذا جاءت كلمة عنترة من إنانا وعنات وتحريفاتها المصرية (مثل: عنثرتا، عنترت، ... ).

إما إذا جاءت كلمة عنترة من مثل (اشتار، عشتر، عثتر، عستر، ..) فالأصل بدون النون. إذ أن (عثتر، عشتر) أصبحت (عثر، عتر، ..) بإدغام الثاء والتاء. ثم لفك الإدغام استعملت النون الزائدة (عنثر، عنتر، ...).

 

الاسم عنترة بالنقوش المصرية

جاءت بالنقوش المصرية إحدى صيغ أسماء عنات وعشتار بلفظ يكاد يطابق اسم عنترة تماماً (عنثرة، عنترة)، وهي صيغة (عنثرتا) وقيل عنترتا، عنترتي وصيغة عنترت:

page 127, egyptian hieroglyphic dictionary by budge

 

(عشتر في إحدى المرات سمّاها نقش مصري باسم عنترت)

(ص 110/ Dictionary of Deities and Demons in the Bible, edited by Karel van der Toorn)

 

 

 

أحد أقوى المعاني في كلمة عنترة

يبدو أن العنترة في أصلها أو في أحد أقوى معانيها، من الاهتزاز والاضطراب والتذبذب وشدة الحركة. فمعنى التذبذب[17] (كحركة الذبابة) [18] كناية عن الشجاعة. وجذر (عتر) ومثله عسل، يرتبط بمعنى اضطراب[19] الرمح[20] واهتزازه[21].

 

وسام الذبابة (العنترة) يناله الجندي الشجاع بمصر القديمة

والعنتر[22] هو الذباب. وقيل منه اشتق[23] اسم عنترة. والذبابة اسمها من تذبذبها (ترددها وكثرة ذهابها وإيابها). أي أن الذباب لحوح (ألح من الذباب/ التذكرة الحمدونية) جريء[24] شديد الكَلَب (كالفارس عنترة) [25] كلما طُرِد عاد مرة أخرى، ولا يكاد يُتخلص منه.

ذبابة1

egiptologia.com

وكان وسام الشجاعة للجندي المصري القديم هو وسام الذبابة[26] (لعل هذا الوسام ظهر زمن طرد الهكسوس).

ذبابة2

rawi-magazine.com

والسبب واضح في معنى وسام الذبابة، وهو معنى كثرة الانقضاض على العدو وشدة الإلحاح عليه في الحرب والكَلَب والجرأة. وكل هذا تشبيه بطبع الذبابة[27]. ويبدو أن العرب سمّت الرجل الشجاع العنيد الذي لا يكاد يفرّ في الحرب بالذبابة (= عنتر). ونلاحظ أن هذه الجذور اللغوية (عنتر، عتر، عسل، ...) كلها من الاهتزاز والاضطراب. و(عشتر) الأوغاريتي كان يوصف بجذر (عرص)[28] الذي يفيد الهز والاضطراب. 

 



[1] ديوان عنترة: لقد قالت عبيلة إذ رأتني ومفرق لمتي مثل الشعاع، ألا لله درك من شجاع تذلُّ لهوله أسدُ البقاع

[2] المعجم الوسيط: ( عنتر )... فلان شجع في الحرب.

[3] العين والمحكم والمحيط الأعظم: العَنْتَرُ : الشُجاع/.

[4] اللسان: العَنْتَر الشجاع والعَنْتَرَةُ الشجاعة في الحرب/ تاج العروس: وعن المُبَرِّد: العَنْتَرة: الشَّجاعَةُ في الحَرْب/

[5] المعجم الوسيط: (العتار) مبالغة من عتر والشجاع/ تاج العروس: العَتّارُ ككَتَّان: الرّجُلُ الشُّجَاعُ

[6] العشرات في غريب اللغة لأبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد: والعنترة الشدة وسمعت المبرد يقول العنترة الشجاعة في الحرب والعتورة الشدة في الحرب وغيرها أي في الخصومات والجدال والعنترة السلوك في الشدائد/ تهذيب اللغة : العتورة: الشدة في الحرب. وبنو عتوارة سميت بهذا لقوتها. ... وبنو عتوارة كانوا أولي صبر وخشونة في الحروب.

[7] مقاييس اللغة : (الْعَنْتَرُ) : الشُّجَاعُ. .. وَالْأَصْلُ الْعِتْرُ، ... وَسُمِّي الشُّجَاعُ بِذَلِكَ لِسُرْعَتِهِ إِلَى اللِّقَاءِ وَكَثْرَةِ حَرَكَاتِهِ فِيهِ.

[8] كتاب الاعتبار - أسامة بن منقذ: والخيل تعلم والفوارس أنني ... فرقت جمعهم بطعنة فيصل/ الحماسة البصرية - أبو الحسن البصري: سَبَقَتْ يَدايَ له بعاجلِ طَعْنَةٍ/ الحماسة البصرية - أبو الحسن البصري: جادَتْ يَدايَ لهُ بعاجِلِ طَعْنَةٍ ... بِمُثَقَّفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَوَّمِ، فشَكَكْتُ بالرُّمحِ الطَّوِيلِ ثِيابَهُ ... لَيْسَ الكَرِيمُ على القَنا بِمُحَرَّمِ/ الحماسة البصرية : جادتْ له كفِّي بعاجلِ طَعنةٍ/  الحماسة البصرية - أبو الحسن البصري: فطَعَنْتُهُ بالرُّمْحِ ثم عَلَوْتُهُ ... بِمُهَنَّدٍ صافِي الحَدِيدَةِ مِخْذَمِ/

[9] ديوان عنترة بن شداد : وحجَّارٌ رأى طعني فنادى تأَنى يا بنَ شدَّادِ تأَنى/ جمهرة أشعار العرب - أبو زيد القرشي : فَتَركْتُ سَيّدَهُمْ لأِوَّلِ طَعْنَةٍ ... يَكْبُو صَريعاً لليَدَيْنِ وللفَمِ/ ديوان عنترة بن شداد : وما رَدَّ الأَعِنَّة َ غيرُ عبْدٍ ونارُ الحربِ تشتعلُ اشتعالاً، بطعن ترعدُ الأبطالُ منهُ لشدته فتجنبُ القتالا

[10]اللسان: وعَنْتَره بالرمح طعَنَه/ تاج العروس: وعَنْتَرَهُ بالرُّمْحِ عَنْتَرةً : طَعَنَه به/ المعجم الوسيط: ( عنتر )... ...فلانا بالرمح طعنه به/

[11] دواوين الشعر العربي على مر العصور – عنترة: سل المشرَفيَّ الهندوانيَّ في يدي، يخبِّرْكَ عنِّي أنني أنا عنْتَرُ

[12] دواوين الشعر العربي على مر العصور – عنترة: وليس سباعُ البَرّ مثْلَ ضِباعِهِ، ولاَ كلُّ مَنْ خاض العَجاجة َ عَنْتَرُ

[13] وقعة صفين: قال أشياخ من محارب: إنه كان رجل منهم يقال له عنتر بن عبيد بن خالد، وكان من أشجع الناس يوم صفين، شرح نهج البلاغة - ابن ابي الحديد: و كان عنتر بن عبيد بن خالد بن المحاربي أشجع الناس يومئذ

 

[14] حياة الحيوان الكبرى – الدميري: قال سيبويه: نون عنترة ليست زائدة/ الأصول في النحو - ابن السراج : وكذلكَ نونُ عَنْترٍ لا تجعلها زائدةً/ المحكم والمحيط الأعظم – ابن سيده: قال ابن جني ينبغي أن تكون النون في عنتر أصلا ولا تكون زائدة كزيادتها في عنبس وعنسل لأن ذينك قد أخرجهما الإشتقاق إذ هما فنعل من العبوس والعسلان وأما عنتر فليس له اشتقاق يحكم له بكون شيء منه زائدا فلا بد من القضاء فيه بكونه كله أصلا فاعرفه

[15] الاشتقاق – ابن دريد: واشتقاق عنترة مّا من ضربِ من الذُّباب يقال له العَنْتَر والعُنْتُر. وإن كانت النون فيه زائدةً فهو من العَتْر ، والعَتْر : الذَّبح/ الزاهر فى معانى كلمات الناس - أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري: ويجوز أن يكون عنترة مأخوذاً من العِتْر والعِتْر الذكَرُ ويجوز أن يكون مأخوذاً من العِتْرة والعِتْرة شجرة بتهامة ونجد كثيرة اللبن/ اللباب في علل البناء والإعراب - أبو البقاء العكبري:  وأمَّا النُّون في عَنْتَر فأصلٌ عند البصريين لأنَّ له نظيراً وهو جَعْفَر ولم يقم دليلٌ على الزِّيادة من طريقِ الاشتقاق وقال غيرهم هي زائدةٌ لأنَّه مشتقٌّ من العَتْر وهي الشِّدة يقال عتر الرمحُ إذا اشتدَّ وعَتَر أيضاً اضطربَ ويجوزُ أن يكونَ من عتر إذا ذَبح ومنه العَتِيرة/

[16] الصحاح في اللغة – الجوهري: وعَسَلَ الرمحُ عَسَلاناً: اهتزّ واضطرب.

[17] مقاييس اللغة لابن فارس: (العَنْتَر): الشُّجاع. وهذا مما زيدت فيه النون، والأصل العتر، من عَتَرَ الرُّمح. وسمِّي الشُّجاع بذلك لسُرعته إلى اللِّقاء وكثرة حركاته فيه.  

[18] ديوان الأدب - أبو إبراهيم الفارابي: والعَنْتَرُ: نوعٌ من الذِّبَّان.

[19] ديوان الأدب - أبو إبراهيم الفارابي: والْعاتِرُ: الْرُّمْحُ الْمضْطَرِبُ/ ديوان الأدب - أبو إبراهيم الفارابي: وعترَ الرُّمحُ، أي: اضطرب.

[20] [ديوان عنترة بن شداد: طَعْناً بكلّ مثقَّفٍ عَسَّال/ ديوان عنترة بن شداد: والبيضُ تلمعُ والرِّماح عواسلٌ]. وجذر عسل وعتر بنفس المعنى [الجراثيم لابن قتيبة: والعاتر: المضطرب مثل العاسل، وقد عتر وعسل/غريب الحديث لإبراهيم الحربي :عَتَرَ يَعْتِرُ وَيَعْتُرُ عَتَرَانًا إِذَا اهْتَزَّ, وَعَتَرَ الذَّكَرُ يَعْتِرُ وَيَعْتُرُ عُتُورًا وَعَتَرَانًا إِذَا اهْتَزَّ , وَالْعَسْلُ مِثْلُهُ/تهذيب اللغة : رمح عاسل وعسال: مضطرب لدن، وهو العاتر، وقد عتر وعسل. وقال الليث: العسل: الرجل الشديد الضرب السريع رجع اليد بالضرب. ... ويقال: عسل الذئب يعسل عسلا وعسلانا وهو سرعة هزته في عدوه].

[21] اللسان: عتَرَ الرُّمْحُ وغيره يَعْتِر عَتْراً وعتَراناً اشتدّ واضطرب واهتز/ أساس البلاغة – الزمخشري: ع ت ر، يقال: سيف باتر، ورمح عاتر، وقد عتر إذا اضطرب وتراجع في اهترازه. قال العجاج:وكل خطّيٍّ إذا هزّ عتر/ المخصص ـ لابن سيده : العَتْر الإِهْتِزاز/ تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم :  أصل العتر الْحَرَكَة وَالِاضْطِرَاب وَيُقَال عتر الرمْح إِذا تحرّك واهتز واضطرب/ القاموس المحيط : العتر: اشتداد الرمح وغيره، واضطرابه، واهتزازه

 

[22] اللسان: والعَنْتَر والعُنْتَر والعَنْتَرةُ كله الذباب وقيل العَنْتَر الذباب الأَزرق ... قال لابنه عبد الرحمن يا عَنْتر ... وهو الذباب ... وقيل هو الذباب الكبير الأَزرق شبّهه به لشدة أَذاه/ المحكم والمحيط الأعظم- ابن سيده: والعنتر والعنتر والعنترة كله الذباب/ تاج العروس:  العنْتر ... الذُّبَابُ. وقِيلَ : هو الذُّبَابُ الأَزْرَقُ. وقال النَّضْرُ : العَنْتَرُ : ذُبَابٌ أَخْضَرُ/ غريب الحديث لابن الجوزي: والعنثُر الذُّبَابُ

[23] الاشتقاق: واشتقاق عنترة مّا من ضربِ من الذُّباب يقال له العَنْتَر والعُنْتُر/ جمهرة اللغة لابن دريد: والعَنْتَر: الذباب الأزرق، ويقال العُنْتُر أيضاً. وعَنْتَر: اسم.

[24] مجمع الأمثال – الميداني: أجرأ من ذباب، وذلك أنه يقع على أنف الملك، وعلى جفن الأسد، وهو مع ذلك يذاد فيعود./ الحيوان – الجاحظ: وأما قولهم : أزهى مِنْ ذُباب فلأَنَ الذُّباب يسقُط على أنفِ الملِكِ الجبَّار وعلى موُقِ عينيه ليأكله ثم يطرده فَلا ينطرد.

[25] الأغاني - أبو الفرج الأصبهاني: وأما عنترة فقليل الكبوة شديد الكلب/ معاهد التنصيص على شواهد التلخيص : وَأما عنترة فقليل النُّبُوَّة شَدِيد الْكَلْب

[26] [فيرى محمود عمر أن المصريين تركوا ما للذباب من أضرار ونظروا لحركته فاستوقفتهم طبائعه فهو لا يطرد إلا وسرعان ما يعود ثانية ويصمم على هدفه الذي يعود له ثانية مرات ومرات وهو لا يلوذ بالفرار إذا ما ضرب ولكنه يصر على الكر تارة والفرار تارة أخرى يساعده على ذلك خفة الحركة وما اتصف به من عناد وإصرار وإقدام وشجاعة في تحقيق مهمته. ويرى وليامز أنه من الصعب جدا ان يكون المصريون قد غفلوا عن ملاحظة ملائمة الذبابة في أن تصبح رمزا للإصرار والعناد والهجوم الذي لا يكل ولا يمل. وذكر زيته ان المصري القديم عرف نوعا من المكافآت (الهبات) ذات القيمة الرمزية ومنها ما كان يناله الجنود والضباط الشجعان لبسالتهم في ساحة القتال فكانوا يحملون على صدورهم ما يشبه الوسمة والنياشين في العصر الحديث والتي يمكن تسميتها بالاوسمة الرمزية ومنها وسانم الذبابة والتي كانت ترمز للشجاعة وعدم الكلل في الهجوم بالنسبة للجندي في ميدان القتال. ولهذا فقد ربط المصريون القدماء بين الذباب وبين المحارب الذي يتبع عدوه باستمرار وبذا سما قدر واصبح رمز للبسالة والشجاعة بل جعلوا من شكل الذبابة وساما يصنع من الذهب تقلده من يتصفون بالشجاعة والبطولة بين العسكريين واطلقوا على هذا الوسام اسم الذبابة عفف... ومع مطلع عصر الاسرة الثامنة عشر اصبح الذباب المصنوع من الذهب شائع الاستخدام في تكريم اعمال البطولة والشجاعة. حيث تشهد العديد من المصار الكتابية والمصورة من بداية واواسط الاسرة الثامنة عشر بان الفراعنة قد منحوا ذبابا ذهبيا وفضيا ازواجا الى اشخاص معينة في مقابل خدمات جليلة مخلصة قدموها]، ص 101 -102، الأوسمة العسكرية الملكية في مصر الفرعونية – د. عبد الله عبد الرزاق عبد الحميد.

[27] [العشرات في غريب اللغة لأبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد : وأخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابي قال إنما سمي الذباب عنترا لصوته وهو جمع واحده عنترة]، ولا أظن هذا صحيحاً، والأقرب أن تسمية الذباب بعنتر جاءت من معنى الاهتزاز والاضطراب و(التذبذب) أي شدة إلحاح الذباب وعدم تركه لطعامه.

[28] [أجابته أشيرة ربة البحر: دعنا نملك عشتر العارص، ليملك عشتر العارص، عندها عشتر العارص، ... فصاح عشتر العارص، ...ونزل عشتر العارص، نزل عن عرش العلي بعل، ليملك على الأرض، ارض ايل...ص 71-72، أناشيد البعل]. وفي العربية جذرا (عرص، عرت) يفيدان معنى الاهتزاز والاضطراب [لسان العرب : ورُمْحٌ عَرَّاتٌ وعَرَّاصُ: شَدِيدُ الِاضْطِرَابِ؛ وَقَدْ عَرِتَ يَعْرَتُ وعَرِصَ يَعْرَصُ. وعَرِتَ الرُّمْحُ إِذا اضْطَرَب، وَكَذَلِكَ البَرْقُ إِذا لَمع واضْطَرَب؛ وَيُقَالُ: بَرْقٌ عَرَّاتٌ/ مجمل اللغة لابن فارس: الرمح العرات: مثل العراص، وهو المضطرب/ جمهرة اللغة : ورمح عرات: مثل عراص سَوَاء وَهُوَ الَّذِي يَهْتَز إِذا هززته من أَوله إِلَى آخِره]

حامد العولقي