نشوء البيان

دراسات قرآنية لغوية تاريخية آثارية

Untitled 1

لماذا عنترة أسود اللون؟

السبب الظاهري هو كما في قصة عنترة [الأغاني – الأصفهاني: هو عنترة بن شداد ... وأمه أمة حبشية يقال لها زبيبة]. وعنترة يسمى (ابن زبيبة)[1] من لون الزبيب لسواده. ومما قاله عنترة عن سواد جلده:

[يَعيبونَ لَوني بالسَّواد وإنما فِعالُهم بالخُبثِ أَسودُ من جِلْدي/ يُنادونني في السِّلمِ يا بنَ زَبيبَةٍ/ لعلَّ عَبلةَ تُضحي وهي راضية على سَوَادي/ لئِن أكُ أسوداً فالمسكُ لوني و ما لِسوادِ جِلدي منْ دواءِ/ تُعّيرني العِدَا بِسَوادِ جِلْدي/ يَعيبُونَ لَوني بالسوَادِ جَهَالةً/وإنْ كانَ لَوني أسوداً/ أمي زبيبة لست أنكر اسمها/ ما ساءني لوني وإسمُ زبيبة/ لئنْ يعيبوا سوادي/ وما عابَ الزَّمانُ عليّ لوْني، ولا حَطّ السوادُ رفيع قَدري/ بني عبْسَ سُودوا في القبائل وافْخَروا بعبدٍ لهُ فوقَ السماكينِ منبرُ/ وأنا الأَسْودُ والعبْدُ الذي يقْصِدُ الخيلَ إذا النَّقعُ ارتَفَعْ/ أَنا العبْدُ الذي سَعْدي وجَدّي يفوق على السهى في الارتفاع/ أَنا العبْدُ الَّذي خُبّرْتَ عَنْهُ وقد عاينْتَني فدعِ السَّماعا/ وإنْ يعيبوا سواداً قد كُسيتُ بهِ/ يعيبوني بأمي وَلوني/ وأَنا ابْنُ سوْداءِ الجبين كأَنَّها ضَبُعٌ ... ٍ والشَّعرُ منها مثْلُ حَبِّ الفُلْفُل/ وما رَدَّ الأَعِنَّة َ غيرُ عبْدٍ/ يقدّمُهُ فتًى من خيْرِ عَبْسٍ أبوهُ وأمهُ من آل حام عَجوزٌ من بني حامٍ بْنِ نُوح: كأنّ جبينها حجرُ المقام/ وإنْ عابتْ سوادي فهو فخري لأني فارسٌ من نسل حام/ شبيهُ اللّيلِ لوني/ وما وجد الأعادي فيَّ عيباً فعابوني بلون في العيون/ أنا العَبدُ الذي بدِيار عبْسٍ/ والأم من حام فهم أخوالي].

ولكن عنترة خرافة في الأصل (فلكلور عربي حديث من أصل الآلهة الوثنية القديمة بالعراق والشام ومصر وجزيرة العرب مثل الإله عثتر). ولذلك فسواد لون عنترة الحقيقي يعود لأسباب تتعلق بما قالته الأساطير القديمة عن هذه الآلهة (عثتر، عنات، عشتار، ...).

 

عنترة أسد

ارتبطت الإلهة عنات أو عشتار بالأسد (الذي تضع قدمها عليه). والأسد لونه داكن أو أسود. وعنترة كثيراً ما يصف نفسه بالأسد[2]، مثل: [أنا الأسدُ][3]، [أنا الهزبرُ][4]، [إنني ليثٌ عبُوسٌ][5]، [أنا ليثُ العرين][6]، [فلي بين أضلاعي لها أسدٌ وردُ][7]، [أُقدِمُ كالهِزَبْر الضَّيْغَمِ][8]، [إني في الكريهة ِ ضَيْغَمٌ][9]، ومثله كثير في ديوانه [ولولا الهوى ما ذلَّ مثلي لمثلهم، ولا خَضعتْ أُسدُ الفَلا للثَّعالبِ/ ولا تندبنَ إلاَّ ليثَ غابٍ، شُجاعاً في الحُروبِ الثَّائِراتِ/ فأَما القائلونَ هزبرُ قومٍ، فَذَاكَ الفَخرُ لا شَرَفُ الجدود/ فزَارة ُ قد هيَجتُم لَيثَ غابة ٍ/أتذْكُرُ عبْلة ً وتبيتُ حيّاً ودونَ خِبائِها أسدٌ مَهُول/ وضربة َ فيصلٍ من كفِّ ليثٍ كريم الجَدِّ فاقَ على الرِّفاقِ/ لقد عاديتَ يا بنَ العمِّ ليثاً شجاعاً لا يملُّ منَ الطراد].

ولعل من لون الأسد أخذ عنترة صفة السواد. والأسود ألوانها متعددة[10] مثل [الأسد الورد][11]. ولكن يغلب على كثير من الأسود لون التراب (العَفَر)[12]. كما أن لون الأسد عموماً فيه غبرة وسمرة ودُكْنَة، وكثيراً ما يرتبط لون الأسد بالسواد: [كالأسد الأسود][13]، [وأَسدٌ أَنْمَرُ فيه غُبْرَةٌ وسواد][14]، وهنا يوصف جلد الأسد بلون الليل [وكأني في فحمةِ ابنِ جَميرٍ ... في نقابِ الأسامةِ] [15]. والأدلم[16] (أي الأسود) من أسماء الأسد. والأربد[17] الأسد (والأربد كالأرمد والأغبر وشبه الأسود/ غريب الحديث لابن قتيبة : الأربد مثله وَأرى أَصله أرمد فأبدل من ميمه بَاء).

 

سواد غبار المعركة

سواد لون عنترة يرمز لسواد جو[18] المعارك و غبارها[19] وقتامها[20] وعجاجها[21] وغمامها[22]، [أخا الحرب إلاَّ كاسفَ اللَّونِ أغبرَا][23].

 

عنترة شيخ الحروب

يقول عنترة [والخيلُ تعْلم والفوارسُ أنني شيخ الحروب وكهلها وفتاها/ ونحن الموقدونِ لكل حربٍ ونصلاها بأفئدة ٍ جريهْ]. والسواد رمز الحرب [وأقام الرايات السود إظهارا للحرب][24] ويوم القتال والشدة والبأس هو (يوم كريهة)[25] و(يوم أسود)[26]. [والعرب تقول: يوم أسود ويوم مظلم ... ويعنون به أن ذلك اليوم شديد عليهم] ومثله قول عنترة [في الخيل والخافِقاتِ السُّودِ][27]، وعنترة تكاد أن تكون حياته كلها حروب[28] [وفي الحَرْبِ العَوانِ وُلِدْتُ طِفْلا/ أنني شيخ الحروب وكهلها وفتاها][29]، [ومَنْ أَبى طَعمَ الْحَربِ والحَرَبِ][30]

 

عنترة يجلب للعدو السوء والحزن والشر

وعنترة أنزل المصائب[31] [ولباس أهل المصائب السواد/ مصيبة سوداء] والشر ببيت القتيل وجلب لأهله الحزن[32] [السواد كناية عن الغم والحزن][33]، [والعربُ تَصِفُ الحُزنَ بالسَّواد/ شرح المشكل من شعر المتنبي]، والسخط[34] [سود الوجوه ... وقالوا أنتم مسخوط عليكم] والنواح والندب والموت والمآتم[35].

 

 

عنترة هو الموت

سواد عنترة رمز  بمعنى سواد الحرب والموت [أذيقهُ مرارَة َ كأْسِ الموتِ][36]، بل أن عنترة هو الموت نفسه كما يقول في ديوانه [أنا الموتُ إلاّ أنني غيرُ صابرٍ، على أنفس الأبطالِ والموتُ يصبرُ/ إنَّ المَنيَّة، يا عُبيلةُ، دَوْحَة وأنا وَرُمحي أصلُها وفُروعها/ لو سابقتني المنايا وهيَ طالبة ٌ قبضَ النفوسِ أتاني قبلها السَّبق/ إنَّ المنيَّة لو تُمثَّلُ مُثِّلتْ مثلي/ وأنَّ الموت طوع يدي إذا ما وصلتُ بنانَها بالهِندُواني/ وأنا المنَّية وابن كلِّ منية ٍوسواد جلدي ثوبها ورداها/ أقمت بصارمي سوق المنايا/ أنَّ في حدَّ سيفي ملكُ الموتِ/ بسيفٍ حدهُ موجُ المنايا وَرُمحٍ صَدْرُهُ الحَتْفُ المُميتُ/ من يدى كأسٌ أمرُّ منَ السُّموم نقيعها/ وأنا المنية حينَ تشتجرُ القنا والطعنُ مني سابقُ الآجال]، [تردْ كأسَ حتفِ أنت شاربهُ][37]، [وأَنَا المَنِيَّةُ في المَواطِن كُلَّها][38]، [لو أن المنيةَ صورتْ ، لغدا إليّ سجودها وركوعها][39]، [تسابقهُ المنية في شمالي][40].

فسواد عنترة يمثّل الموت والشؤم والويل والهلاك والشر والعذاب والسوء والثبور والدمار على خصمه وعدوه. والموت غالباً ما يرمز له بالسواد[41]. وصرّح عنترة أن سواده هو لباس الموت [وأنا المنَّية وابن كلِّ منية ٍ وسواد جلدي ثوبها ورداها]، وكأنه بذلك يفسّر معنى سواد لونه. بل أن عنترة يخيف الموت[42]. وهول منظر عنترة يسبب خوف خصومه وكرههم لقائه [إني لأعجب كيف ينظر صورتي.........يوم القتال مبارز ويعيش/ شرح ديوان عنترة – الخطيب التبريزي].

 

هو عنتر

[يخبِّرْكَ عنِّي أنني أنا عنْتَرُ][43]. [الاشتقاق: واشتقاق عنترة مّا من ضربِ من الذُّباب يقال له العَنْتَر والعُنْتُر/ المحكم والمحيط الأعظم: والعَنَترُ والعُنْتُر والعَنْتَرَةُ كلُّه: الذبابُ]. والذباب لونه أسود.

 

سواد عنترة لكثرة لبسه الحديد

[سودِ الوجوه من الحديد][44]، [سودِ الوجوه][45]، [قد طالَ ما لبِسَ الحديدَ فإنَّما صدأ الحديدِ بجلدهِ لم يغسل/ لايكتسى الاَّ الحديدَ إذا اكتسى]

 

عنترة لا يراه عدوه إلا شيطاناً يجلب السوء والشر

ومن يحاربك قد تعتبره شيطاناً كما قال عنترة [ويبعثُ شيطاناً أحاربهُ][46]. والشيطان أبو الشر والمصائب والحروب، يُرمز له بالسواد [فإذا دخلت، بيتك فسترى سواداً فاضربه به حتى يخرج فإنه الشيطان][47]،  [وخضاب الشيطان السواد][48]، [السواد أجمع للقوى الشيطانية][49]، [فقال الحجاج لمحمد بن سعد .. وكان أحول أسود: هذا ظل الشيطان][50]، [زنجية كأنها شيطان][51]، ومن أسماء إبليس أبي قترة [اللسان: أَبو قِتْرة: كنية إِبليس][52]. وبالحديث الكلب الاسود شيطان. وقد كان بعض القدماء إن لم نقل أكثرهم يعتقد أن الحيوان أو الانسان إذا كان لونه أسود فهذا بسبب حلول الشر (الشيطان) فيه[53]. وكما يتشاءم العرب بالحمار والكلب الأسود[54]. والغول (نوع من الشياطين) ذو وجه أسود[55].

فعنترة العبد الأسود، هو رمز الشر والسوء [أَنا العبْدُ][56]. و(العبد الأسود)[57] واللون الأسود يمثّل الشر[58] والشؤم والنحس. واللون الأسود يعطي مهابة[59] [وآخرُ هاربٌ من هول شخصي / ديوان عنترة] ويلقي الذعر والخوف [فهابه المقوقس لسواده/ فإني أهاب سوادك]. ويرمز للأهوال [والسواد أهول][60]، [والجوُّ أسودُ][61]. وربط القرآن بين السواد وبين من ستدور عليه دائرة السوء يوم القيامة[62]، وكذلك من بشر بخبر سيء في الدنيا[63].

 

كثير ممن أتى بالشر والسوء والعداوة ارتبط بالسواد

ومثل ما نعت عنترة بالأسود لجلبه الموت والمصائب[64] على أعدائه، كذلك نعت غيره ممن يجلب المصائب والشرور ووصف بمعنى السواد. فمثلاً الذي جلب مصيبة قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه كان أسود [رأيت قاتل عثمان في الدار، رجل أسود][65] وسمّي (بالموت الأسود)[66]. ومثل سواد عنترة شيخ الحروب كذلك سواد البطل الخرافي دامس[67] أبي الأهوال. ونجد أن اسمه دامس (بمعنى الظلام والسواد)[68] مرتبط بالأهوال (المصائب). والفارس الذي سمّى نفسه (اليوم الأسود)[69]. والسواد عموماً مرتبط بالشر والشؤم والعداوة مثل سواد ابن سبأ (ابن السوداء) ومثل اسوداد ابن ملجم[70] ومثل سواد أغربة[71] العرب (الصعاليك) لشجاعتهم المفرطة كالأسد أو لشرورهم (والغراب وهو أسود، رمز الشؤم). وعنترة وقومه عدو لكل من غزوه [ويقال للأَعداءِ سُودُ الأَكباد][72]، [قيل للعَدُوِّ أَسودُ الكَبِدِ][73] ، [تكشَّفَ شحمُ قلبك عن سواد][74] والعدو تسميه العرب ديلم (من السواد)[75]، لأن العدو يجلب ما رمزه السواد (الحرب والبؤس والسوء والشر). [ملائكة سود الوجوه][76].

 

اسماؤه المتعلقة بالسواد

أبو المغلّس

كنية عنترة (أبو المغلّس)[77] مرتبطة بالسواد والظلام والليل (الغلس)[78] الذي يسوقه عنترة في حروبه وقهره لأعدائه[79]. ومثله اسم (حرة غَلاَّس)[80] لسوادها.

 

ابن زبيبة

 هو أيضاً اسم عنترة (ابن زبيبة) أي (ابن السوداء) لسواد لونه، ولا أظنه نسبة لأمه. ومعنى اسم والدة عنترة زبيبة[81] ببساطة هو السوداء[82]، شبّهوها بسواد[83] الزبيب[84]، والاسم زبيبة هو وصف للونها[85] أكثر منه اسم لها.  



[1] تاج العروس: وأَغْرِبَةُ العَرَبِ : سُودَانُهم ؛ شُبِّهُوا بالأَغْربة في لَونهم. ... وكلُّهم سَرَى إِليهم السواد من أُمَّهَاتهم والأَغْرِبَةُ في الجَاهِليَّة أَي قَبْلَ الإِسلام: أَبُو الفَوَارِس عَنْتَرَةُ ... ويقال له عَنْتَرَة ابنُ زَبِيبَةَ؛ وَهِي أَمَةٌ سوداءُ/ تاريخ المستبصر : و بها قتل عنتر بن ربيعة بن زبيبة أربعين فارساً من وجوه العرب. و هذا الماء مجتمع القبائل و الفتن و بهذه الأماكن مسكن عنتر بن زبيبة و قيس بن زهير و عمرو أبن معدي كرب و غيرهم من كبار العرب و رؤساءها.

 

[2] ديوان عنترة بن شداد : أتذْكُرُ عبْلة ً وتبيتُ حيّاً ودونَ خِبائِها أسدٌ مَهُول/ ديوان عنترة بن شداد : ولا تندبنَ إلاَّ ليثَ غابٍ شُجاعاً في الحُروبِ الثَّائِراتِ/ ديوان عنترة بن شداد : ولولا الهوى ما ذلَّ مثلي لمثلهم ولا خَضعتْ أُسدُ الفَلا للثَّعالبِ/ وضربة َ فيصلٍ من كفِّ ليثٍ كريم الجَدِّ فاقَ على الرِّفاقِ/ فزَارة ُ قد هيَجتُم لَيثَ غابة ٍ، ولم تفرقوا بين الضلالة ِ والرُّشدِ/ منية النفس في أشعار عنتر عبس- اسكندر آغا:  لقد عاديتَ يا بنَ العمِّ ليثاً شجاعاً لا يملُّ منَ الطراد/

[3] دواوين الشعر العربي على مر العصور - عنترة بن شداد : أنا الأسدُ الحامي حمى منْ يلوذُ بي، وفعلي لهُ وصفٌ إلى الدهر يذكرُ

[4] ديوان عنترة:  أنا الهزبرُ إذا خيلُ العدا طلعتْ يومَ الوَغَى ودِماءُ الشُّوسِ تنْدفقُ

[5] ديوان عنترة بن شداد : إنني ليثٌ عبُوسٌ ليسَ لي في الخلْق ثاني

[6] شرح ديوان عنترة – الخطيب التبريزي: إني أنا ليثُ العرين ومن له ، قلبُ الجبانِ محيرٌ مدهوش

[7] ديوان عنترة بن شداد : وإنْ تظهرِ الأيامُ كلَّ عظيمة ٍ فلي بين أضلاعي لها أسدٌ وردُ/

[8] منية النفس في أشعار عنتر عبس- اسكندر آغا:  يا عَبْلَ لو أبْصرْتِني لرَأيتني في الحربِ أُقدِمُ كالهِزَبْر الضَّيْغَمِ

[9] منية النفس في أشعار عنتر عبس- اسكندر آغا:  يا عَبْلَ إني في الكريهة ِ ضَيْغَمٌ شَرسٌ إذا ما الطَّعْنُ شقَّ جباها

[10] صبح الأعشى – القلقشندي:  قال الجاحظ وخير الكلاب ما كان لونه يذهب إلى لون الأسد بين الصفرة والحمرة

[11] معاهد التنصيص على شواهد التلخيص – العباسي: (أبا مسلم خوفتني القتل فانتحى ** عليك بما خوفتني الأسد الورد)/ الأمالي في لغة العرب - القالي البغدادي:  فقال لهم أيكم يصف الأسد في غير شعر فقال أبو زبيد أنا يا أمير المؤمنين لونه ورد/ تاج العروس: المُزَعْفَر : الأسَدُ الوَرْدُ لأنه وَرْدُ اللَّوْنِ/ الاشتقاق – ابن دريد: ويقال للأسد: وردٌ، لحُمرته. 

[12] تاج العروس: وقيل : أَسَدٌ عَفَرْنَي ولَبُؤةٌ عَفَرْناةٌ إِذا كانت جَرِيئَيْن إِمّا أَنْ يَكُونَ من العَفَرِ الذي هو التُّرَاب أَو من العَفْرِ الذي هو الاعْتِفَارُ وإِمّا أَنْ يكونَ من القُوَّةِ والجَلَد

[13] الفوائد المجموعة - الشوكاني: حديث كيف بكم إذا كان زمان يكون الأمير فيه كالأسد الأسود والحاكم فيه كالذئب الأمعط/ تذكرة الموضوعات - الفتني : يكون الأمير فيه كالأسد الأسود/ البصائر والذخائر - أبو حيان التوحيدي : قال الأصمعي: سمعت أعرابياً يقول: أعوذ بالله من الأسد الأسود/ الحيوان – الجاحظ: وفلان أسدُ البلاد وهو الأسد الأسود/ شرح نهج البلاغة - : وقال أبو الاسود الدؤلى يهدد طلحة والزبير: وان عليا لكم مصحر يماثله الاسد الاسود/ الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء: فإنه الأسد الأسود، والليث والغ في الدماء/ نهاية الأرب في فنون الأدب ـ النويري:  وتقدم عابس نحوهم بالسيف، .. وكان أشجع الناس، ... فعرفه ربيع بن تميم الهمداني، فقال : " أيها الناس، هذا الأسد الأسود/ الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة - ابن حجر العسقلاني : سنقر ... اصطاد مرة من غابة ارسوف خمسة عشر أسداً منها اسد اسود كبير

[14] لسان العرب: وأَسدٌ أَنْمَرُ فيه غُبْرَةٌ وسواد

[15] المحب والمحبوب و المشموم و المشروب - السري الرفاء : وابن جمير الليلة المظلمة السوداء. قال: وكأني في فحمةِ ابنِ جَميرٍ ... في نقابِ الأسامةِ السَّرداحِ، هذا لص، أي كأنّي في جرأتي على الليل واقتحاميه للتلصص والغارة في جلد أسد.

[16] المحكم والمحيط الأعظم – ابن سيده: والأَدْلَم: الشَّديدُ السَّوادِ من الرِّجالِ والأُسْدِ

[17] تاج العروس: الأربد: الأسد

[18] ديوان عنترة: والجوُّ أقتمُ والنجومُ مضيئة ٌ والأفقُ مغبرُّ العنانِ الأربدِ/ ديوان عنترة: يا عبلَ كم منْ جَحْفلٍ فرَّقْتُهُ والجوُّ أسودُ والجبالُ تميدُ/ شرح ديوان عنترة – الخطيب التبريزي: جعلتُ منامي تحت ظل عجاجةٍ، ... إذا اسودَّ وجهُ الأفقْ بالنقع مقباسي/

[19] ديوان عنترة: ولا تَذْكرا لي غيرَ خَيلٍ مُغيرة ٍ ونقعْ غبارٍ حالك اللّون مسودّ، ...، وتَرى بها الرَّاياتِ تَخفُقُ والقنا وَتَرى العَجاجَ كمثْل بَحرٍ مُزْبدِ، .. وبوارقُ البيض الرقاقِ لوامعٌ في عارض مثلِ الغمام المرعدِ، ...، أقحمتُ مهري تحتَ ظلّ عجاجةٍ / شرح ديوان عنترة – الخطيب التبريزي: يا عبلَ إن كان ظلُّ القسطل الحلك، أخفى عليكِ قتالي يوم معتركي، فسائلي فرسي هل كنتُ أطلقه، إلا على موكبٍ كالليل محتبك/ [منية النفس في أشعار عنتر عبس- اسكندر آغا: ابرزوه وانظروا ما يلتقي من سناني تحت ظل القسطل/ واختر لنفسك منزلا تعلو به او مت كريما تحت ظل القسطل/ لما سمعتُ نداءَ مرَّة قد علا وابنى ْ ربيعة َ في الغبار الأقتم]/

[20] ديوان عنترة: وذوابلُ السُّمر الدّقاق كأَنّها تحتَ القتام نُجومُ لَيْلٍ أسوَد/ [منية النفس في أشعار عنتر عبس- اسكندر آغا: هجرت البيوت المشرفاتِ وشاقني بريق المواضى تحت ظلّ قتام/ إلى خيلٍ مُسوَّمة ٍ عليها حُماة ُ الرّوعِ في رَهجِ القتام]

[21] [منية النفس في أشعار عنتر عبس- اسكندر آغا: وضربٌ وطعنٌ تحت ظلِّ عجاجةٍ، كجنحِ الدجى منْ وقع أيدي السلاهبِ، تطيرُ رؤوس القومِ تحتَ ظلامها، ...  كلمعِ بروقٍ في ظلامِ الغياهبِ/ قفي وانظري يا عبل فعلي وعايني، طعاني إذا ثار العجاجُ المكدرُ، تريْ بطلاَ يلقى الفوارسَ ضاحكاً، ويرجعُ عنهم وهو أشعثُ أغبر]

[22] [منية النفس في أشعار عنتر عبس- اسكندر آغا: وبيض سيوفٍ في ظلال عجاجة كقطر عوادٍ في سوادِ غَمام/ يدعونَ عنترَ والسيوفُ كأنها لَمْعُ البَوارقِ في سِحابٍ مُظْلم]/ شرح ديوان عنترة – الخطيب التبريزي: تموج كموج البحر تحت غمامةٍ، قد انتسجت من وقع ضربِ الحوافر

[23] الأشباه والنظائر– الخالديان: حاتم الطَّائيّ:... وله أيضاً: رأتْني كأشلاءِ اللّجام وإنْ ترَيْ ... أخا الحرب إلاَّ كاسفَ اللَّونِ أغبرَا

[24] صبح الأعشى في صناعة الإنشا - القلقشندي: ... الصالح طلائع بن رزيك ...فحضر إليهم وقد رفع تلك الشعور على الرماح وأقام الرايات السود إظهارا للحرب على الظافر

[25] ديوان عنترة بن شداد: متى سلّ في كفِّي بيوم كريهة فلا فَرْقَ ما بيْنَ المشايخ والمُرْدِ/ شرح المعلقات السبع للزوزني: الكريهة: من أسماء الحرب، والجمع الكرائه، سميت لأن النفوس تكرهها

[26] أعيان العصر وأعوان النصر - الصفدي: أنشدني من لفظه فيما يكتب على سيف: أنا أبيضٌ كم جئتُ يوماً أسوداً ... فأعدتُه بالنصر يوماً أبيضا، ذَكَرٌ إذا ما استلّ يوم كريهة ... جعل الذكور من الأعادي حُيّضا/ البحر المحيط – أبو حيان: والعرب تقول: يوم أسود ويوم مظلم ويوم ذو كواكب كأنه لإظلامه وغيبوبة شمسه بدت فيه الكواكب ويعنون به أن ذلك اليوم شديد عليهم./تاريخ دمشق لابن عساكر : قد علمت دوس ويشكر تعلم * أني أخو البيض ليوم مظلم

[27] ديوان عنترة بن شداد : في الخيل والخافِقاتِ السُّودِ لي شُغُلٌ ليْس الصَّبابة ُ والصهباء من شُغُلي

[28] ديوان عنترة بن شداد : وما أوهى مراسُ الحرب ركني ولا وصلتْ إليَّ يدُ الزَّمان

[29] ديوان عنترة بن شداد : وفي الحَرْبِ العَوانِ وُلِدْتُ طِفْلا ومِنْ لبَنِ المَعامِعِ قَدْ سُقِيتُ

[30] ديوان عنترة بن شداد : وقدْ طَلَبْتُ منَ العَلْياءِ منزلة ً بصارمي لا بأُمِّي لا ولا بأَبي، فمنْ أجابَ نجا ممَّا يحاذره ومَنْ أَبى طَعمَ الْحَربِ والحَرَبِ

[31] نزهة المجالس ومنتخب النفائس – الصفوري: رواه الترمذي قال في الإحياء لبس السواد ليس من السنة بل كره جماعة النظرة إليه/ نزهة المجالس ومنتخب النفائس – الصفوري: فقال كيف تلبسون السواد قالت لأن الدنيا دار مصيبة ولباس أهل المصائب السواد/ محاضرات الأدباء - الراغب الأصفهاني: وقيل لراهب: لم تلبسون السواد؟ قال: لأنه أشبه بلباس المصيبة/ أخبار الدولة العباسية: وقد كانت الانصار لما أصابت قريش ومن كان معها اصابت من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم أحد، سودوا الثياب كما تصنع العرب في ثيابها عند المصائب،.. فقال أبو هاشم: قد تتابعت على آل رسول الله صلى الله عليه وسلم مصائب لا ينكر معها لاشياعهم لباس السواد/ الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة – الشنتريني: قال ابن حيان: فحل بهذه الوقعة على جماعة من الأندلس مصيبة سوداء أنست ما قبلها، ولم يجتمع لهم على البربر جمع بعد، وأقروا بالإدبار، وباءوا بالصغار.

[32] [ديوان عنترة بن شداد : فقولوا لِحصْنٍ إنْ تَعانَى عدَاوَتي يبيتُ على نارٍ من الحزنِ والوجدِ]/ صبح الأعشى في صناعة الإنشا – القلقشندي: أول ما لبس بنو العباس السواد حين قتل مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية إبراهيم بن محمد الإمام أول قائم منهم بطلب الخلافة حزنا عليه فاستمر فيهم/ نهاية الأرب في فنون الأدب ـ النويري:  قدوم طلائع من رزيك ، ... وشق القاهرة وهو لابس السواد، وأعلامه سود كذلك حزناً على الظافر/ نهاية الأرب في فنون الأدب:  ثم أن الرهبان والقسوس لبسوا السواد وأظهروا الحزن على خروج بيت المقدس منهم/ نكث الهميان - الصفدي: ثم إنه مات ابن لصمصام الدولة، يقال له أبو شجاع. قد ترعرع ونشأ. فوجد عليه وجداً عظيماً ولم يبق بشيراز إلا من لبس السواد عليه.

[33] تفسير الخازن : السواد كناية عن الغم والحزن، وهذا مجاز مستعمل يقال لمن نال بغيته وظفر بمطلوبه ابيضّ وجهه يعني من السرور والفرح ولمن ناله مكروه اسود وجهه وأريد لونه يعني من الحزن والغم قال الله تعالى: { وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً} يعني من الحزن

[34] المدهش - إبن الجوزي: ثلاث عشرة قرية من قرى القيروان خسف بها فلم ينج من أهلها إلا اثنان وأربعون رجلا سود الوجوه فأتوا القيروان فأخرجهم أهلها وقالوا أنتم مسخوط عليكم

[35] محاضرات الأدباء - الراغب الأصفهاني: وكان الأوزاعي يكره لبس السواد ويقول: يلبس في المأتم، وبمثله يعاقب المجرم، ولم أره على محرم، ولا جليت به عروس، ولا كفن فيه ميت.

[36] ديوان عنترة: وأصدمُ كبش القوم ثمَّ أذيقهُ مرارَة َ كأْسِ الموتِ صبْراً يُمَجَّجُ

[37] شرح المعلقات التسع للشيباني: يا طامعاً في هلاكي عدْ بلا طمعٍ ولا تردْ كأسَ حتفِ أنت شاربهُ/

[38] الشعر والشعراء - ابن قتيبة الدينوري: ومن إفراطه قوله: وأَنَا المَنِيَّةُ في المَواطِن كُلَّها ... والطَّعْنُ مِنى سابِقُ الآجال

[39] شرح ديوان عنترة – الخطيب التبريزي: يا عبل لو أن المنيةَ صورتْ، لغدا إليّ سجودها وركوعها، وسطتْ بسيفي في النفوسِ مبيدةً، منْ لا يجيبُ مقالها ويطيعها

[40] تراهُ إذا تلوَّى في يميني تسابقهُ المنية في شمالي

[41] ثمار القلوب في المضاف والمنسوب – الثعالبي: ووجوه الموت سود وحمر/ المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده: قال أبو زُبيد الطائي يصف الأسد: (رأى الموتَ رَأىَ العَين أسَود أحمَرا/ اللسان: قال الأَصمعي يقال هو الموت الأَحمر والموت الأَسود قال ومعناه الشديد ... رَأَى الموتَ رَأْيَ العَيْنِ أَسْوَدَ أحْمَرا وقال أَبو عبيد ... فيرى الدنيا في عينيه حمراء وسوداء ... الأَحمرُ والأَسودُ من صفات الموت/ اللسان: والموتُ الأَسْود هو الغَرَقُ والشَّرَقُ/

[42] منية النفس في أشعار عنتر عبس- اسكندر آغا: ولو أن للموت شخصا يرى لروعته ولأكثرت رعبه

[43] سل المشرَفيَّ الهندوانيَّ في يدي، يخبِّرْكَ عنِّي أنني أنا عنْتَرُ/ وليس سباعُ البَرّ مثْلَ ضِباعِهِ، ولاَ كلُّ مَنْ خاض العَجاجة َ عَنْتَرُ

[44] جمهرة اللغة – ابن دريد: إلاّ بجيش لا يكَت عَديده ... سودِ الوجوه من الحديد غِضابِ، أي: لبسوا الحديدَ فصدئت أبدانُهم.

[45] يمشونَ والماذيُّ فوْقهُمُ يتوَقّدُونَ توَقُّدَ الفَحْمِ،...ليْسُوا كأَقوامٍ عِلِمْتُهُمْ سودِ الوجوه كمغذنِ البرم/ وتظلُّ عبْلة ُ في الخدور تجُرُّها وأظلُّ في حلق الحديدِ المبهم

[46] ديوان عنترة بن شداد : كَمْ يُبْعِدُ الدَّهْرُ مَنْ أَرْجُو أُقارِبُهُ عنِّي ويبعثُ شيطاناً أحاربهُ

[47] نهاية الأرب في فنون الأدب ـ شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري: فإذا دخلت، بيتك فسترى سواداً فاضربه به حتى يخرج فإنه الشيطان" فانطلق فأضاء له العرجون ، ووجد السواد فضربه حتى خرج.

[48] تاريخ المدينة المنورة - ابن شبة : اختضب عمرو بن العاص بالسواد، فجاء إلى عمر فسلم عليه، فقال له: من أنت ؟ قال: عمرو بن العاص، قال: فرضيت بعد أن كان يقال لك كهل قريش أن يقال لك شاب من شباب قريش ؟ ثم قال: خضاب الايمان الصفرة، وخضاب الاسلام الحمرة، وخضاب الشيطان السواد.

[49] كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه: وهو كما قال رسول الله فان الكلب الأسود شيطان الكلاب والجن تتصور بصورته كثيرا وكذلك بصورة القط الأسود لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره وفيه قوة الحرارة

[50] أنساب الأشراف – البلاذري: فقال الحجاج لمحمد بن سعد حين رآه، وكان أحول أسود: هذا ظل الشيطان، وثاب في كل فتنة، ألست صاحب يوم الحرة تقتل أصحابك كما تقتل عدوك

[51] تاريخ دمشق لابن عساكر: ثنا سليمان بن أبي سليمان عن أبيه قال رأى أبو هريرة زنجية كأنها شيطان

[52] الأزمنة وتلبية الجاهلية : القَتَرَةُ: الظُلْمَةُ مع الغُبارِ. وقالَ اللهُ تعالى: {تَرْهَقُها قَتَرَةٌ}/ تهذيب اللغة: والقترة: غبرة يعلوها سواد كالدخان.

 [53] مثل حلول سوتي اله الشر المصري [إله قديم يرمز للشر والظلام اسمه: سِت/سوت/سوتي/سوتخ] في حيوانات ألوانها رمادية أو سوداء (كالحمار وفرس النهر وغيره).

[54] [عون المعبود في شرح سنن أبي داوود: (فقال الكلب الأسود شيطان): قال في فتح الودود حمله بعضهم على ظاهره، وقال إن الشيطان يتصور بصورة الكلاب السود] فاعتبر البعض أن سبب سواد الحمير وبعض الكلاب هو حلول الشيطان فيهما، لذلك تنقطع الصلاة بسبب مرور الشيطان (الذي حلّ في الكلب الأسود والحمار) أمام المصلي [مسلم وأحمد: إنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود". قلت: يا أبا ذر! ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر؟ قال: يا ابن أخي! سألت رسول الله كما سألتني فقال "الكلب الأسود شيطان"./ أحمد:  سألت رسول الله عن الكلب الأسود البهيم فقال: شيطان.‏/ تحفة الأحوذي:  ويُرْوَى في بعضِ الحديثِ أنّ الكلْبَ الأسودَ البهيمَ شيطانٌ، والكلبُ الأسودُ البهيمُ الذي لا يكونُ فيه شيءٌ من البياضِ. وقد كَرِهَ بعضُ أهلِ الْعِلْمِ صَيْدَ الكلبِ الأسْودِ البهيمِ./ تحفة الأحوذي: ثم نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن قتلها وقال: عليكم بالأسود البهيم ذي النقطتين فإنه شيطان. النهاية: وفي حديث علي <اقْتُلُوا الكَلْبَ الأسْود ذَا الغُرَّتَيْن> هما النُّكْتَتان البَيْضَاوَان فَوْق عَيْنَيه].

[55] ديوان عنترة بن شداد: والغُولُ بينَ يديَّ يخفى تارة ويعودَ يَظْهَرُ مثْلَ ضَوْءِ المَشْعَلِ، بنواظر رزقٍ ووجهٍ أسودٍ وأظافر يشبهنَ حدَّ المنجل

[56] ديوان عنترة: أَنا العبْدُ الّذي خُبِّرْتَ عَنْه، يلاقي في الكريهة ِ ألفَ حرِّ/ أَنا العبْدُ الَّذي خُبّرْتَ عَنْهُ، وقد عاينْتَني فدعِ السَّماعا/ دواوين الشعر العربي على مر العصور: أنا العَبْدُ الذي يلْقى المَنايا، غدَاة َ الرَّوعِ لاَ يخْشى المحاقا

[57] صبح الأعشى في صناعة الإنشا – القلقشندي: حكي أن بعض العمال بعث إلى الرشيد بعبد أسود فقلب كتابه ووقع عليه أما بعد فإنك لو وجدت عددا أقل من الواحد أو لونا شرا من السواد لبعثت به إلينا والسلام.

[58] معاهد التنصيص على شواهد التلخيص – العباسي: وكان المنصور قد أمر أصحابه بلبس السواد وقلانس طوال ... فدخل عليه أبو دلامة في هذا الزي فقال له أبو جعفر ما حالك قال شر حال وجهي في وسطي وسيفي في استي وقد صبغت بالسواد ثيابي.

[59] نهاية الأرب في فنون الأدب -النويري: فبعث عمرو بن العاص عشرة نفر، أحدهم عبادة بن الصامت، وأمره أن يكون متكلم القوم، ...فلما دخلوا على المقوقس تقدم عبادة، فهابه المقوقس لسواده، فقال: نحوا عنى هذا الأسود. ...فقال المقوقس لعباده: تقدم يا أسود وكلمني برفق، فإني أهاب سوادك، وإن اشتد كلامك علي ازددت لذلك هيبة، فتقدم إليه عبادة فقال: قد سمعت مقالك، وإن فيمن خلفت من أصحابي الف رجل كلهم أشد سواداً مني، وأفظع منظراً؛ ولم سمعتهم ورأيتهم لكنت أهيب لهم منك لي، وأنا قد وليت وأدبر شبابي، وإنى بحمد الله مع ذلك ما أهاب مائة رجل من عدوى لو استقبلوني جميعاً، وكذلك أصحابي، .. فلما سمع المقوقس ذلك منه، قال لمن حوله: ... لقد هبت منظره، وإن قوله لا هيب عندي من منظره، إن هذا وأصحابه أخرجهم الله لخراب الأرض، ما أظن ملكهم إلا سيغلب على الأرض كلها.

[60] محاضرات الأدباء - الراغب الأصفهاني: سئل بعض الأعراب عن ألوان الثياب فقال: ... والسواد أهول

[61] ديوان عنترة: يا عبلَ! كم منْ جَحْفلٍ فرَّقْتُهُ والجوُّ أسودُ والجبالُ تميدُ

[62] يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) آل عمران

[63] وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59) النحل/ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17) الزخرف

[64] ديوان عنترة بن شداد: ترى هلْ علمتَ اليومَ مقتل مالكٍ ومصرعهُ في ذلَّة ٍ وهوان، فانْ كانَ حَقَّا فالنُّجُومُ لفِقْدِهِ تغيبُ ويهوي بعدهُ القمران، لقد كانَ يوماً أسودَ اللَّيل عابساً يخافُ بلاهُ طارقُ الحدثان

[65] فتح المغيث للسخاوي: قيل إنه جبلة بن الأيهم، أو سودان بن حمران، ..  رأيت قاتل عثمان في الدار، رجل أسود من أهل مصر / البداية والنهاية: وقيل: كان اسمه سودان بن رومان المرادي. وعن ابن عمر قال: كان اسم الذي قتل عثمان أسود بن حمران

[66] الشريعة للآجري: سمع عثمان: أن وفدا من أهل مصر قد أقبلوا ، فخرج فتلقاهم ... ثم دخل عليه رجل من بني سدوس، يقال: الموت الأسود، فخنقه وخنقه ثم خرج/ مُصنف ابن أبي شيبة: ... وَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْمَوْتُ الأَسْوَدُ فَخَنَقَهُ وَخَنَقَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ/ معرفة الصحابة لأبي نعيم: دخل عليه رجل يقال له: الموت الأسود/ المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني: ودخل عليه رجل يقال له: الموت الأسود/ تاريخ الطبري: ودخل عليه رجل يقال له الموت الأسود/ تاريخ خليفة : عن أبي سعيد قال : دخل عليه رجل من بني سدوس يقال لها الموت الأسود فخنقه.

[67] ومثله خرافة دامس أبي الأهوال: دامس (أبو الأهوال): فتوح الشام - الواقدي: قال: وكان فيمن سمع كلامه وفهمه مولى من مواشي بني طريف من ملوك كندة ويقال له دامس ويكنى بأبي الأهوال مشهور باسمه وكنيته وكان أسود كثير السواد ... وكان فارساً شجاعاً قوياً ... فلما نظر دامس إلى الروم وقع في وسطهم، وجعل يقول: أنا أبو الهول واسمي دامس ... أكر في جمعهم مداعس، ليث هزبر بطل ممارس ... مدمر كل عدو ناكس، ...ودامس يكر عليهم ويتبعهم

[68] الصحاح في اللغة – الجوهري: دَمَسَ الظلام يَدْمِسُ ويَدْمُسُ، أي اشتدَّ. وليل دامِسٌ وأُدْموسٌ، أي مُظْلِمٌ/ لسان العرب: دَمَس الظلامُ وأَدْمَسَ وليلٌ دامسٌ إِذا اشتدّ وأَظلم وقد دَمَسَ الليل يَدْمِسُ ويَدْمُسُ دَمْساً ودُمُوساً وأَدْمَسَ أَظلم وقيل اختلط ظلامه وفي كلام مسيلمة والليل الدَّامِس هو الشديد الظلمة

[69] مقامات بديع الزمان الهمذاني: حَتَّى طَلَعَ أَمْرَدُ كَشِقِّ القَمَرِ على فَرَسِهِ مُدَجَّجَاً في سِلاَحِهِ، ... فَقَالَ بِشْرٌ مَنْ أَنْتَ لا ُأَّم لكَ قَالَ اليَوْمُ الأَسْوَدُ والمَوْتُ الأَحْمَرُ، ... وَكَرَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا علَى صَاحِبِهِ،

[70] مُصنف ابن أبي شيبة: حدَّثَنِي مَنْ دَخَلَ عَلَى ابْنِ مُلْجَمٍ السِّجْنَ وَقَدِ اسْوَدَّ كَأَنَّهُ جِذْعٌ مُحْتَرِقٌ/ مقتل علي - ابن أبي الدنيا: حدثني رجل دخل على ابن ملجم حين ضرب عليا وقد احترق فصار وجهه أسود.

[71] تاج: وأَغْرِبَةُ العَرَبِ : سُودَانُهم؛ شُبِّهُوا بالأَغْربة في لَونهم .

[72] اللسان: ويقال للأَعداءِ سُودُ الأَكباد قال فما أَجْشَمْتُ من إِتْيان قوم هم الأَعداءُ فالأَكبادُ سُودُ ويقال للأَعداء صُهْبُ السِّبال وسود الأَكباد وإِن لم يكونوا كذلك فكذلك يقال لهم

[73] تاج العروس: والكَبدُ بَيتُ العَدَاوَةِ والبَغْضَاءِ. ومنه قيل للعَدُوِّ أَسودُ الكَبِدِ، كأَنَّ العَدَاوَة أَحرَقَت الكَبِدَ.

[74] معاهد التنصيص على شواهد التلخيص – العباسي: ولو لاقيتني ومعي سلاحي ... تكشَّفَ شحمُ قلبك عن سواد

[75] [تهذيب اللغة: والديلم السودان، والديلم الأعداء/ المحكم والمحيط الأعظم: والدَّيْلَمُ: الحَبَشِيُّ من النَّمْلِ، يعني الأَسْوَدَ/ أساس البلاغة: ورجل أدلم: أسود طويل]/ ونلاحظ أن جذر دلم كأنه نفس جذر ظلم [الأزمنة وتلبية الجاهلية:  قد دَلِمَ الليلُ: اسوَدّ]، من الظلمة والظلام.

[76] تاريخ مدينة دمشق – ابن عساكر: قال وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع عن الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه ومعهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب

[77] المزهر للسيوطي: عنترة العبسي: أبو المغَلِّس/ الإكليل: ويروى أن عبلة عنتر العبسي قالت له: هل بقي في قلبك يا أبا المغلس إلى لقاء فارس من فرسان العرب واختباره أرب؟/ الإكمال - ابن ماكولا: وعنترة بن شداد العبسى أبو المغلس شاعر فارس/ المؤتلف والمختلف للدارقطني: أما عنترة فهو عنترة بن شداد الشاعر العبسي يكنى أبا المغلس/

[78] المحكم والمحيط الأعظم - ابن سيده : الغَلَس: ظلام آخر الليل

[79] أو لأنه يفاجأ العدو بغارة ليلية قبيل الفجر.

[80] اللسان: والحَرَّةُ أَرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كبيرة ... وحرة النار لبني عَبْس وحرة غَلاَّس

[81] تاج العروس: وزَبِيبَةُ: أُمُّ عَنْتَرَة العَبْسِيِّ

[82] اللسان: وقيل الحيَّةُ ذاتُ الزَّبِيبَتَيْنِ التي لها نُقْطَتانِ سَوْداوانِ فوقَ عَيْنَيْها وفي الحديث يَجيءُ كَنْزُ أَحَدِهم يومَ القيامةِ شُجاعاً أَقْرَعَ له زَبِيبَتانِ الشُّجاعُ الحيَّةُ والأَقْرَعُ الذي تمَرَّطَ جِلْدُ رأْسِه وقوله زَبِيبَتانِ قال أَبو عبيد النُّكْتَتانِ السَّوْداوانِ فوق عَيْنَيْهِ / الصحاح للجوهري: والزبيبُ: الذي يُؤْكَلُ، الواحدة زَبيبةٌ. تقول منه: زَبَّبَ فلان عِنَبَهُ تزبيباً. ... ومنه الحَيَّةُ ذو الزَبيبتين. ويقال: هما النُكتتان السَوداوان فوق عينيه/ القاموس: وزَبَّبَ شِدْقَاهُ : اجْتَمَعَ الرّيقُ في صامِغَيْهِما واسْمُ ذلك الرّيقِ : الزَّبِيبَتانِ . وزَبَّبَ فَمُهُ. وهُما : نُقْطَتانِ سَوْدَاوَانِ فَوْقَ عَيْنَيِ الحَيَّةِ والكَلْبِ .

[83] الروض المعطار - الحِميري: والطائف أكثر بلاد الله عنباً. ولما دخل سليمان بن عبد الملك الطائف فنظر إلى بيادر الزبيب فقال: ما تلك الحرار السود؟ فقيل له: ليست بحرار يا أمير المؤمنين، ولكنها بيادر الزبيب، فقال لله در قسي، علم في أي عش وضع أفرخه.

[84] فتح القدير : تلك خيلي وتلك ركابي ... هنّ صفر أولادها كالزبيب أي : هنّ سود/ بحر العلوم للسمرقندي: ...أوْلادُهَا كالزَّبِيبِ، يعني : أسود/ اللسان: والزَّبِيبُ ذاوِي العِنَب معروف واحدته زَبِيبَةٌ وقد أَزَبَّ العِنَبُ وزَبَّبَ فلان عنبه تَزْبِيباً قال أَبو حنيفة واستعمل أَعرابي من أَعرابِ السَّراة الزَّبِيبَ في التين فقال الفَيْلحانِيُّ تِينٌ شَديدُ السَّوادِ جَيِّدُ الزَّبِيبِ يعني يابِسَه وقد زَبَّبَ التِّينُ عن أَبي حنيفة أَيضاً /

[85] ديوان عنترة بن شداد : يقدّمُهُ فتًى من خيْرِ عَبْسٍ أبوهُ وأمهُ من آل حام، عَجوزٌ من بني حامٍ بْنِ نُوح: كأنّ جبينها حجرُ المقام/ ديوان عنترة بن شداد: وأَنا ابْنُ سوْداءِ الجبين كأَنَّها ضَبُعٌ تَرعْرَع في رُسومِ المنْزل، الساق منها مثلُ ساق نعامة ٍ والشَّعرُ منها مثْلُ حَبِّ الفُلْفُل


حامد العولقي